على فعل جمع المضعف نحو سرير متكئين عليها حال الضمير المستقر في الجال والمجرور أعني على سرر وقوله تعالى : متقابلين .
16 .
- حال منه أيضا ولك أن تعتبر الحالين متداخلين .
والمراد كما قال مجاهد : لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه وهو وصف لهم بحسن وتهذيب الأخلاق ورعاية الآداب وصفاء البواطن وقوله تعالى : يطوف عليهم حال أخرى أوستئناف أي يدور حولهم للخدمة ولدان مخلدون .
17 .
- أي مبقون أبدا على شكل الولدان وحد الوصافة لا يتحول عن ذلك والإك أهل الجنة مخلد لا يموت وقال الفراء وابن جبير : مقرطون بخلدة وهي ضرب من الإقراط قيل : هم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها وروي هذا أمير المؤمنين علي كرم الله تعالى وجهه وعن الحسن البصري واشتهر أنه E قال : أولاد الكفار خدم أهل الجنة وذكر الطيبي أنه لم يصح بل صح ما يدفعه أخرج البخاري وأبو داو والنسائي عن عائشة قالت : توفي صبي فقلت طوبى له عصفور من عصافيلا الجنة فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : أو تدرين أن الله تعالى خلق الجنة وخلق النار لهذا أهلا ولهذا أهلا وفي رواية خلقهم لهما وهم في أصلاب آبائهم .
وأخرج أبو داود عنها أنها قالت : قلت : يا رسول الله ذراري المؤمنين فقال من ىبائهم فقلت : يا رسول الله بلا عمل قال : الله أعلم بما كانوا عاملين قلت : يا رسول الله فذراري المشركين قال : من آبائهم فقلت : بلا عمل قال : الله أعلم بما كانوا عاملين وقيل : إنهم يمتحنون يوم القيامة فتخرج لهم نار ويؤمرون بالدخول فيها فمن دخلها وجدها بردا وأدخل الجنة ومن أبي أدخل النار مع سائر الكفار ويروون في ذلك أثرا .
ومن الغريب ما قيل : إنهم بعد الإعادة يكونون ترابا كالبهائم وفي الكشف الأحاديث متعارضة في المسئلة وكذلك المذاهب والمسألة ظنية والعلم عند الله تعالى وهو D أعلم انتهى والأكثر على دخولهم الجنة بفضل الله تعالى ومزيد رحمته تبارك وتعالى وسيأتي إن شاء الله تعالى تمام الكلام في ذلك بأكواب بآنية لا عرا لها ولا خراطيم والظاهر أنها الأقداح وبذلك فسرها عكرمة وهي جمع كوكب وأباريق جمع إبريق وهو إناء له خرطوم قيل : وعروة وفي البحر أنه من أواني الخمر وأنشد قول عدي بن زيد : ودعوا بالصبوح يوما فجاءت في قينة في يمينها إبريق وفيه أيضا أنه إفعيل من البريق وذكر غير واحد أنه معرب آب ريزاي صاب الماء وهو أنسب مما في بعض نسخ القاموس أنه معرب آب ري بلا زاي وأيا ما كان فهو ليس مأخوذا من البريق نعم الإبريق بمعمى المرأة الحسنة البراقة والقوس فيها تلاميع مأخزذ من ذلك ولعله يقول بأنه عربي لا معرب وأن البريق مما فيه من الخمر والشعراء يصفونها بذلك كقوله : مشعشعة كأن الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا أو لأنه غالبا يتخذ له نوع برق كالبلور والفضة وكأس من معين .
18 .
- أي خمر جارية من العيون كما قال ابن عباس وقتادة أي لم يعصر كخمر الدنيا وقيل : ظاهرة للعيون مرئية لأنها كذلك أهنا وأفرد الكأس على ما قيل لأنها لا تسمى كأسا إلا إذا كانت مملوءة لا يصدعون عنها أي بسببها وحقيقته