هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فقال : وهل تدرون ما قال ربكم قالوا : الله ورسوله أعلم قال : يقول : هل جزاء من أنعمت عليهبالتوحيد إلا الجنة وأخرج ابن النجار في تاريخه عن علي كرم الله تعالى وجهه مرفوعابلفظ قال الله D هل جزاء من أنعمت عليه الخ ووراءذلك أقوال تقربمن مائة قول واختير العموم ويدخلالتوحيددخولاأولي والصوفية أوردوا الآية في باب الإحسان وفسروه بما في الحديثأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قالوا : فهو اسم يجمع أبواب الحقائق وقرأابن أبي إسحاق إلا الحسان يعني بالحسان قاصرات الطرف اللاتي تقدم ذكرهن فبأي آلاء ربكما تكذبان .
61 .
- وقوله تعالى : ومن دونهما جنتان .
62 .
- مبتدأو ومن دون تينك الجنتين في المنزلةوالقدر جنتانأخريان قال ابن زيد والأكثرونالأو للسابقين وهاتان لأصحاب اليمين وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويهعن أبي موسى عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله تعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان وقوله سبحانه : ومن دونهما جنتان قال : جنتان من ذهب للمقربين من ورق لأصحاب اليمين وقال الحسن : الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين وروي موقوفاوصححه الحاكعن أبي موسى وزعم بعضهم أن الأولين للخائفين والآخرين لذرياتهم الذين ألحقوا بهم ولم أجدله مستندامن الآثار وحكى في البحر عن ابن عباس أنه قال : ومن دونها فيالقرب للمنعمين والمؤخرتا الذكر أفضل من الأولين وادعى أن الصفات الآتية أمدح من الصفات السابقة ووافقه من وافقه وسيأتي تمام الكلام في ذلك إن شاء الله تعالى .
فبأيآلاء ربكما تكذبان .
63 .
- وقوله تعالى : مدهامتان .
64 .
- صفة لجنتان وسط بينها الأعتراض لما تقدم من التنبيه على أن تكذيب كل من الموصوف والصفة حيقي بالإنكار والتوبيخ أو خبر مبتدأ محذوف أي هما مدهامتان من الدهمة وهي في الأصل على ما قال الراغب سواد الليل ويعبر بها عن سواد الفرس وقد يعبر بها عن الخضرة الكاملة اللون كما يعبر عنها بالخضرة إذالم تكن كاملة وذلك لتقاربهما في اللون ويقال : ادهام أدهيمامامدهام على وزن مفعال إذا اسود أو اشتدت خضرته وفسرها هنا ابن عباس ومجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء بن أبي رباح وجماعة بخضراوان بل أخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب رضعنه قال : سألت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عن قوله تعالى : مدهامتان فقال E : خضراوان والمراد أنهما شديدتا الخضرة والخضرة إذااشتدت ضربت إلى السواد وذلك من الري من الماء كما روي عن ابن عباس وابن الزبير وأبيصالح قيل : إن في وصف هاتين الجنتين بما ذكر إشعارابأن الغالب عليهما النبات والرياحين المنبسطة على وجه الأرض كما أن فيوصف السابقتين بذواتا أفنان إشعارا بأن الغالب عليهما الأشجار فإن الأشجار توصف بانها ذوات أفنان والنبات يوصف بالخضرة الشديدة فالأقتصار في كل منهما على أحد المرين مشعر بما ذكر وبني على هذا كون هاتين الجنتين دون الأوليين في المنزلة والقدر كيف لاوالجنة الكثيرة الظلال والثمار أعلى وأغلآمن الجنة القليلة الظلال والثمار ومن ذهب إلى تفضيل هاتين الجنتين مع اختصاص الوصف بالخضرة بالنبات وكذا كونهأغلب من وصف الأشجار به فكثيرا ما تسمع الناس يقولوإذا مدحوابستاناأشجاره خضر يانعة وهو أظهر من مدحه بأنه ذو ثمار من ذي أفنان وهو يشعر أيضابكثرة مائهوالأعتناء بشأنه وبعده عن التصوح والهلاك