فبأي آلاء ربكما تكذبان .
65 .
- فيهما عينان نضاختان .
66 .
- فوارتانبالماء على ما هو الظاهر وفي النضخ فوران الماء وفي الكشاف وغيره النضخ أكثر من النضح بالحاء المهملة لأنه مثل الرش وهو عند من فضلالجنتين الأوليين دون الجري فالمدح به دون المدح به وعليه قول البراء بن عازبفيما أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم العينان اللتان تجريان خير من النضاحتين ومن ذهب إلى تفضيل هاتينيقول في الفوران جري مع زيادةحسفإن الماء إذا فار وارتفع وقع متناثر القطراتكحبات اللؤلؤ المتناثرة كمايشاهد في الفوارات المعروفة أو يقول بما أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أنس نضاختان بالمسك والعنبر تنضخان على دور الجنة كما ينضخ المطر علىأهلالدنيا أو بما أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد نضاختان بالخير ولفظ ابن أبي شيبة بكل خير .
فبأي آلاء ربكما تكذبان .
67 .
- فيهمافاكهة ونخل ورمان .
68 .
- عطف الأخيرين على الفاكهة عطف جبريل وميكال عليهما السلام على الملائكة بيانالفضهما وقيل : إنهما في الدنيالما لم يخلصا للتفكهفإنالنخ فاكهة وطعام والرمان فاكهة ودواء عدا جنساآخر فعطفاعلى الفاكهة وإن كان كل ما في الجنة للتفكه لأنه تلذذ خالص ومنه قال الإمام أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه : إذا حلف لا يأكل فاكهة فأكل رماناأو رطبالم يحنث وخالفه صاحباه ثم إن نخل الجنة ورمانها وراء ما نعرفه .
أخرج ابن المبارك وابن أبيشيبة وهناد وابن أبي الدنيا وابن المنذر والحاكم وصححه وآخرون عن ابن عباس نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر وكرانيفها ذهب أحمر وسعفهاكسوة أهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرهاأمثالأالقلال أشد بياضامن اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد وليس له عجم وحكمه حكم المرفوع وفي حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاأصوله فضة وجذوعه فضة وسعفه حلل وحمله الرطب الخ .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاقالأE : نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كمثل البعير المقتب وهذا المدح بحسب الظاهر دون المدح في قوله تعالى فيالجنتين السابقتين : فيهمأ من كل فاكهة زوجان ومن ذهب إلى تفضيلهما يقول إن التنوين في فاكهة للتعميم بقرينةالمقام نظير ما قيل في قوله تعالى : علمت نفس ما أحضرت فيكون في قوة فيها كل فاكهة ويزيد ما في النظم الجليل علىما ذكر بتضمنه الإشارة إلى مدح بعض أنواعها وقال الإمام الرازي : إن ما هنا كقولهتعالى : فيهما من كل فاكهة زوجان وذلكلأن الفاكهة أنواع أرضية وشجرية كالبطيخ وغيره من الأرضيات المزروعات والنخلوغيرها من الشجريات فقال تعالى : مدهامتان لأنواع الخضر التي فيها الفواكه الأرضية وفيها أيضا الفواكه الشجرية وذكر سبحانه منها نوعين الرطب والرمان لأنهما متقابلان أحدهما حلو والآخر فيه حامض وأحدهما حار والآخر بارد وأحدهما فاكهة وغذاء والآخر فاكهة وأحدهما من فواكه البلاد الحارة والآخر من فواكه البلاد الباردة وأحدهمأأشجار تكون في غاية الطول والآخر ليس كذلك وأحدهما ما يؤكل منه بارز وما لا يؤكل كامن والآخر بالعكس فهما كالضدين والإشارة إلى الطرفين تتناول الإشارة إلى ما بينهما كما في قوله تعالى : رب المشرقين ورب المغربين انتهى ولعل الول أولى فبأي آلاء ربكما تكذبان .
69 .
- وقوله تعالى : فيهن خيرات صفة أخرى لجنات أو خبر بعد خبر للمبتدأالمحذوف كالجملة التي قبلها