والأوزاعي وعليه الأكثر كما ذكره العيني في شرح البخاري من أنهم يثابون على الطاعة ويعاقبون على المعصية ويدخلون الجنة فإنظاهره أنهم كالإنس يوم القيامة وعن الإمام أبي حنيفة ثلاث روايات الأولى أنهم لا ثواب لهم إلا النجاة من النار ثم يقال لهم كونوا ترابا كسائر الحيوانات الثانية أنهم من أهل الجنة ولا ثواب لهم أي زائد علىدخولها الثالثة التوقف قالأالكردي : هو في أكثر الروايات وفي فتاوي أبي إسحاق بن الصفار أن الإمام يقول : لا يكونون في الجنة ولا في النار ولكن في معلوم اللهتعالى .
ونقل عن مالك وطائفة أنهم يكونون في ربضالجنة وقيل : هم أصحاب الأعراف وعن الضحاك أنهم يلهمون التسبيح والذكر فيصيبون من لذته ما يصيبه بنو آدم من نعيم الجنة وعلى القول بدخولهم الجنة قيل : نراهم ولا يرونا عكس ما كانواعليه في الدنيا وإليه ذهب الحرث المحاسبي وفي اليواقيت الخواص منهم يرونا كما أن الخواص منا يرونهمفي الدنيا وعلى القول بأنهم يتنعمون في الجنة قيل : إن تنعمهم بغير رؤيته D فإنهم لا يرونه وكذا الملائكة عليهم السلام ما عدا جبريل عليه السلام فإنه يراه سبحانه مرة ولا يرى بعدها علىما حكاهأبو إسحاق إبراهيم بن الصفار في فتاويه عن أبيه والأصح ما عليه الأكثر مما قدمناه وأنهم لا فرق بينهم وبين البشر في الرؤية وتمامه في محله وقرأطلحة وقرأطلحة وعيسى وأصحاب عبد الله يطمثهن بضم الميم هنا وفيما بعد وقرأأناس بضمه في الأول وكسره في الثاني وناس بالعكس وناس بالتخيير والجحدري بفتح الميم فيهما والجملة صفة لقاصرات الطرف لأن إضافتها لفظية أو حال منها لتخصيصها بالإضافة فبأي آلاء ربكما تكذبان .
57 .
- وقوله تعالى : كأنهن الياقوت والمرجان .
58 .
- إما صفة لقاصرات الطرف أو حال منها كالتيقبل أي مشبهات بالياقوتوالمرجا وقول النحاس : إن الكاف في موضع رفععلى الأبتداء ليس بشيء كما لا يخفى أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أنه قال في الآية في صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ وعن الحسن نحوه وفي البحرعن قتادة في صفاء الياقوت وحمرة المرجان فحمل المرجان على ما هو المعروف وقيل : مشبهات بالياقوت في حمرة الوجه وبالمرجان أي صغار الدرفي بياض البشرة وصفائها وتخصيص الصغار على ما في الكشاف لأنه أنصع بياضامن الكبار وقيل : يحسنهنا إرادة الكبار كما قيل في معناه لأنه أوفق بقوله تعالى : كأنهن بيض مكنون فلا تغفل .
وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم وصحبه والبيهقي فيالبعث والنشور عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله تعالى : كأنهن الخ قال : ينظر إلى وجهها في خدرها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيئما بين المشرق والمغرب وأنه يكون عليها سبعون ثوباينفذها بصره حتى يوضح سوقها من وراء ذلك .
وأخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال : إن المرآة من الحور العين يرى مخ ساقها من وراءاللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء .
فبأي آلاء ربكما تكذبان .
59 .
- وقوله تعالى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان .
60 .
- استئناف مقررلمضمونما قبله أي ما جزاء الإحسان في العمل إلا الإحسان في الثواب وقيل : المراد ما جزاء التوحيد إلا الجنة وأيد بظواهر كثير من الآثار أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبغوي في تفسيره والديلمي في مسند الفروس وابن النجار في تاريخه عن أنس قال : قرأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم