فقال : سمعت أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه يقرؤها كذلك فأنا أقرؤها كذلكحتة أموت وصرح بعضهم أن المراد بالخوف في الآية أشده فتأمل وجاءفي شأن هاتين الجنتين من حديث عيض بن غنم مرفوعا إن عرض كل واحدةمنهما مسيرة مائة عام والآية على ما روي عن ابن الزبير وابن شوذب نزلت في أبي بكر .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخفي العظمةعنعطاء أن أبا بكر الصديق رضعنه ذكر ذات يوم وفكر في يوم القيامة والموازين والجنة والنار وصفوف الملائكة وطي السماوات ونسف الجبال وتكوير الشمس وانتثارالكواكب فقال : وددت أني كنت خضرامن هذه الخضر تأتي علي بهيمة فتأكلني وأني لم أخلق فنزلت ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان .
47 .
- ذواتا أفنان .
48 .
- صفة لجنتان وما بينهما اعتراض وسط بينهما تنبيهاعلى أن تكذيب كلمن الموصوف والصفة موجب للأنكار والتوبيخ وجوز أن يكون خبر مبتدأمقدر أي هما ذواتا وأيا ما كان فهو تثنية ذات بمعنى صاحبة فإنه إذاثني فيه لغتان ذاتا على لفظه وهو الأقيس كما يثنى مذكره ذوا والأخرى ذواتا بردهإلى أصله فإن التثنية ترد الأشياء إلى أصولها وقدقالوا : أصل ذات ذوات لكن حذفت الواو تخفيفا وفرقا بين الواحدوالجمع ودلت التثنية ورجوع الواو فيها على أصل الواحد وليس هو تثنيةالجمع كما يتوهم وتفصيله في باب التثنية من شرح التسهيل والأفنان إما جمع فن بمعنى النوع ولذا استعمل في العرف بمعنى العلم أي ذواتا أنواع من الشجار والثمار وروي ذلكعن ابن عباس وابنجبير والضحاك وعليهقول الشاعر : ومن كل أفنان اللذاذة والصبا لهوت به والعيش أخضر ناضر وإما جمع فنن وهو ما دقولأن م الأغصانكما قال ابن الجوزي وقديفسر بالغصن وحمل على التسامح وتخصيصهابالذكر مع أنها ذواتا قصب وأوراق وثمار أيضالأنها هي التي تورق وتثمر فمنها تمتد الظلال ومنها تجنى الثمار ففي الوصف تذكير لهما فكأنه قيل : ذواتا ثمار وظلال لكن على سبيل الكناية وهي أخضر وأبلغ وتفسيره بالأغصان على أنه جمع فنن مروي عن ابن عباس أيضا وأخرجه ابن جرير عن مجاهدقال أبو حيان : وهو أولى لأن أفعالآئ في فعل أكثر منه في فعل بسكون العين كفن ويجمع هو على فنون .
فبأي الآء ربكما تكذبان .
49 .
- فيهمأعينان تجريان .
50 .
- صفة أخرى لجنتان أو خبر ثان للمبتدأالمقدرأي في كل منهما تجري بالماء الزلال تسمى إحدى العينين بالتسنيم والأخرى بالسلسبيل وروي هذا عن الحسن وقال عطية العوفي : عينان إحداهمأمن ماء غير آسن والأخرى من خمر لذة للشاربين وقيل : عينان من الماء تجريان حيث شاصاحبهمأمن الأعالي والأسافل من جبل مسك وعن ابن عباس عينان مثل الدنيا أضعافامضاعفة تجريان بالزيادة والكرامة على أهل الجنة .
فبأي الآء ربكما تكذبان .
51 .
- فيهما من كل فاكهة زوجان .
52 .
- صنفان معروف وغريب لم يعرفوهفي الدنيا أو رطب ويابس ولا يقصر يابسه عن رطبه في الفضل والطيب وأخرجعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : قال ابن عباس في هذه الآية : ما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظل ونقل هذافي البحر عن ابن عباس أيضابزيادة إلا أنه حلو والجملة كالجملة التي قبلها .
فبأي آلاء ربكماتكذبان .
53 .
- متكئين حال من قولهتعالى : ولمن خاف وجمع رعاية للمعنى بعدالإفراد