للرب لأنهعنده تعالآ فهي مثلها فيقولهم : شاة رقوب الحلب وهي بمعنى عند الكوفيين أي رقود عند الحلب وبمعنى اللام عند الجمهور كما صرح به شراح التسهيل وليست لأدنى ملابسة كما زعم أيضاثم إن المراد بالعندية هنا مما لايخفى وجوز أن يكونمقحماعلى سبيل الكناية فالمراد ولمن خاف ربه لكن بطريق برهاني بليغ ومثله قول الشماخ : ذعرت به القطا ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين وهو الأظهر على ما ذكره صاحب الكشف والظاهر أن المرادولكل فرد فرد من الخائفين : جنتان .
46 .
- فقيل : إحداهما منزله ومحل زيارة أحبابهله والأخرىمنزل أزواجه وخدمه وإليه ذهب الجبائي وقيل : بستانان بستان داخل قصره وبستان خارجه وقيل : منزلان ينتقل من أحدهما إلى الآخر لتتوفر دواعي لذته وتظهر ثمار كرامته وأين هذا ممن يطوف بين النار وبين حميم آن .
وجوز أن يقالأ : جنة لعقيدته وجنة لعمله أو جنة لفعل الطاعات وجنة لترك المعاصي أو جنة يثاببها وأخرى يتفضل بها عليه او إحداهماروحانية والأخرى جسمانية ولا يخفى أن الصفاتظاهرة في الجسمانية .
وقال مقاتل : جنة عدن وجنة نعيم وقيل : المرادلكل خائفين منكما جنتان جنة للخائف الإنسي وجنة للخائف الجني فإن الخطاب للفريقين وهذأ عندي خلافالظاهر وفي الآثار ما يبعده فقد أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن أنه كان شاب على عهد 0 عمر رضي الله تعالى عنه ملازم للمسجدوالعبادة فعشقته جاريةفأتته في خلوة فكلمته فحدثته نفسه بذلكفشهق شهقة فغشي عليه فجاء عم له فحمله إلى بيته فلما أفاق قال : يا عم انطلق إلى عمر فأقرئه مني السلام وقل له ما جزاء من خاف مقام ربه فانطلق لإأخبر عمر وقد شهق الفتى شهقة أخر فمات فوقف عليه عمر رضي الله تعالى عنه فقال : لك جنتان لك جنتان .
والخوففي الأصل توقع مكروه عند أمارة مظنونة أو معلومة ويضاده الأمن قال الراغب : والخوف من الله لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب كاستشعار الخوف من الأسد بل إنما يراد به الكف عن المعاصي وتحري الطاعات ولذلك قيل : لا يعدخائفامن لم يكن للذنوبتاركا ويؤيد هذا تفسير ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الخائف هنا كما أخرج ابن جرير عنه بمن ركب طاعة الله تعالى وترك معصيته .
وقول مجاهد : هوالرجل يريد الذنب فيذكر الله تعالى فيدع اذلنب والذي يظهر أن ذلك تفسير باللازم وقد يقاتل : إن ارتكاب الذنب قديجامع الخوف من الله تعالى وذلك كما إذا غلبته نفسه ففعله خائفامن عقابه تعالى عليه وأيد ذلك بما أخرجه أحمد والنسائي والطبراني والحكيم الترمذي في نوادر الصول ز وابن أبي شيبة وجماعة عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قرأهذه الآية ولمن خافمقام ربهجنتان فقلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله فقال النبي E : الثانية ولمن خاف مقام ربهجنتان فقلت : وإن زنى وإن سرق فقال الثالثة : ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت : وإنزنى وإن سرق قال : نعم وإن رغم أنف أبي الدرداء وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق الجريري عن أخيه قال : سمعت محدمبن سعديقرأ ولمن خافمقام ربه جنتان وإزنى وإن سرق فقلت ليه فيهوإن زنى وإن سرق