وقالأأبو حيان : إن الباء للتعدية والفعل مضمن معنى ما يعدي بها أي فيسحب بالنواصي الخ وفيه بحث وظاهر كلام غير واحد أن أل عوض عن المضافإليه الضمير أي بنواصيهم وأقدامهم ونص عليه أبو حيان فقال : أل فيهما عوض عن الضمير على مذهب الموفيين والضمير محذوف على مذهب البصريين أي بالنواصي والأقدام منهم وأنت تعلم أن الخلافبين أهل البلدين فيما إذا احتيج إلى الضميرالمربط ولا احتياج إليه هنا نعم المعنى على الضمير وكيفية هذا الأخذ على ما روي عن الضحاك أن يجمع الملك بين ناصية أحدهم وقدميهفي سلسلة من وراء ظهرهثم يكسر ظهرهويلقيه في النار وقيل : تأخذالملائكة عليهم السلام بعضهم سحبابالناصية وبعضهم سحبا بالقدم وقيل : تسحبهم الملائكة عليهم السلام تارة بأخذالنواصي وتارة بأخذالأقدام فالواو بمعنى أو التي للتقسيم وهو خلاف الظاهر وإبهام الفاعل لأنه كالمتعين وقيل : للرمز إلى عظمتهفقد أخرج ابن مردويه والضياء المقدسي في صفة النار عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول : والذي نفسي بيده لقد خلقت ملائكة جهنم قبل أن تخلق جنهم بألف عام فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم حتى يقبضوا على من قبضوا بالنواصي والأقدام فبأي آلاء ربكما تكذبان يقال فيه نحو ما تقدم وقوله تعالى : هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون مقول قول مقدر معطوف علىقوله تعالى : يؤخذ الخ أي ويقال هذه الخ أو مستأنف في جواب ماذا يقال لهم لأنه مظنة للتوبيخ والتقريع أو حال من أصحاب النواصي بناءا على أن التقدير نواصيهم أو النواصي منهم وما فيالبين اعتراض على الأول والأخير وكان أصل التي يكذب بها المجرمون التي كذبتم بها فعدل عنه للدلالة على استمرار ذلك وبيانلوجه توبيخهم وعلته .
يطوفون بينهاأي يترددون بين نارها وبين حميم ماء حار إن .
44 .
- متناه إناه وطبخه بالغ في الحرارة أقصاها قال قتادة : الحميم يغلي منذ خلق الله تعالىجهنم والمجرم ويعاقب بين تصلية النار وشرب الحميم وقيل : يحرقون في النار ويصب على رؤسهمالحميم وقيل : إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم وقيل : يغمسوفي واد فيجهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فتنخلع أوصالهم ثم يخرجون منه وقدأحذث الله تعالآلهم خلقاجديدا وعن الحسن أنه قال : حميم آن النحاس انتهى حره وقيل : آن حاضر .
وقرأ السلمي يطافون والأعمش وطلحة وابن مقسم يطوفون بضم الياء وفتح الطاء وكسر الواو مشددة وقريء يطوفون أي يتطوفون فبأي آلاء ربكما تكذبان .
45 .
- هو أيضا كما تقدم ولمن خاف مقام ربه الخ شروعفي تعديد الآلاء التي تفاض في الآخرة و مقام مصدر ميمي بمعنى القيام مضاف إلى الفاعل أي ولمن خاف قيام ربه وكونهمهيمناعليه مراقباله حافظالأحواله فالقيام هنا مثله في قوله تعالى : أفمن هو قائمعلى كل نفس بما كسبت وهذا مروي عن مجاهدوقتادة أو هو اسم مكان والمراد به مكان وقوف الخلق في يوم القيامة للحساب والإضافة إليه تعالى لامية اختصاصية لأن الملك له D وحده فيه بحسب نفس الأمر والظاهر والخلق قائمون له كما قال سبحانه : يقوم الناس لرب العالمين منتظرون ما يحل عليهم من قبله جل شأنه وزعم بعضهم أن الإضافة على هذا الوجه لأدنى ملابسةوليس بشيء وقيل : المعنى ولمن خاف مقامه عند ربه على أن المقام مصدر أو اسم مكان وهو للخائف نفسه وإضافته