من اسم كانت على ما رأى من أجازه أي كدهن الزيت كما قال تعالى : كالمهل وهو درديالزيت وهو ما جمع دهن كقراط وقراط أو اسملما يده به كالحزام والأدام وعليهقوله في وصف عينينكثيرتي التذارف : كأنهما مزادتا متعجل فريان لما تدهنا بدهان وهو الدهن أيضاإلا أنه أخص لأنه الدهن باعتبار إشرابه الشيء ووجه الشبه الذوبان وهو في السماء على ما قيل من حرارة جهنم وكذا الحمرة وقيل اللمعان وقيل الحسن أي كالدهان المختلطة لأنها تتلون ألواناوقالأ ابن عباس : الدهان الأديم الأحمر ومنه قول الأعشى : وأجرد من كرامالخيل طرف كأن على شواكله دهانا وهو مفرد أو جمع واستدل للثاني بقوله : تبعن الدهان الحمر كل عشية بموسم بدر أو بسوقعكاظ وإذاشرطية جوابها مقدر أي كان ما كان مما لا تطيقه قوة البيان أو وجدت أمراهائلا أو رأيت ما يذهل الناظرين وهو الناصب لإذا كان مفرعاومسبباعما قبله في إرسال الشواظ ما هو سببلحدوث أمر هائل أو رؤيته في ذلك الوقت فبأي آلاء ربكما تكذبان .
38 .
- فإن الأخبار بنحو ما ذكر مما يزجر عن الشر فهو لطف أي لطف ونعمة أي نعمة فيومئذ أي يوم إذ تنشق السماء حسبما ذكر .
لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان .
39 .
- لأنهم يعرفون بسيماهم وهذا في موقف وما دل على السؤال من نحو قوله تعالى : فوربك لنسألنهم أجمعين في موقف آخر قاله عكرمة وقتادة وموقف السؤالأعلى ما قيل : عند الحساب وترك السؤال عند الخروج من القبور وقال ابن عباس : حيث ذكر السؤال فهو سؤال توبيخ وتقدير وحيث نفي فهو استخبار محض عن الذنب وقيل : المنفي هو السؤال عن اذلنب نفسه والمثبت هو السؤال عن الباعث عليه وأنت تعلم أن الآيات ما يدل على السؤالعن نفس الذنب .
وحكى الطبرسي عنالرضا رضي الله تعالى عنه أن من اعتقد الحق ثم أذنب ولم يتب عذب في البرزخ ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسأل عنه ولعمري إن الرضا لم يقل ذلك وحمل الآية عليه مما لا يلتفت إليه بعين الرضا كما لا يخفى وضمير ذنبهللإنس وهو متقدم رتبةلأنه نائب عن الفاعل وإفراده باعتبار اللفظ وقيل : لما أن المراد فرد من الإنس كأنه قيل : لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جني وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد ولا جأن بالهمز فرارامن التقاء الساكنين وإن كان على حده فبأي آلاء ربكما تكذبان .
40 .
- يقال فيه نحو ما سمعت في سابقه يعرف المجرمون بسيماهم استئناف يجري مجرى التعليل لانتفاء السؤال و المجرمون قيل : من وضع الظاهر موضع الضمير للإشارة إلى أن المراد بعض من الإنس وبعض من الجن وهم المجرمون فيكون ذلك كقوله تعالى : لا يسأل عن ذنوبهم الجرمون و سيماهمعلى ما روي عن الحسن سواد الوجوه وزرقة العيون وقيل : ما يعلوهم من الكآبة والحزن وجوز أن تكون أموراأخر الكعمى والبكم والصمم .
وقرأحماد بن سليمان بسيمائهم فيؤخذبالنواصي جمع ناصية وهي مقدم الرأس والأقدام .
41 .
- جمع قدم وهي قدم الرجل المعروفة والباء للآلة مثلها في أخذت بخطام الدابة والجار والمجرور نائب الفاعل