سيفرغ بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمفعول وقرأ عيسىأيضا سنفرغ بفتح النون وكسر الراء والأعرج أيضا سيفرغ بفتح الياء والراء وهي لغة وقريء سأفرغ بهمزة المتكلم وحده وقرأأبي سنفرغ إليكم عداه بإلى فقيل : للحمل على القصد أو لتضمينه معناه أي سنفرغ قاصدين إليكم أيه الثقلان .
31 .
- هما الأنس والجن من ثقل الدابة وهوما يحمل عليها جعلت الأرض كالحمولة والأنس والجن ثقلاها وما سواهما على هذا كالعلاوة وقال غير واحد : سميا بذلك لثقلهما على الأرض أو لرزانة رأيهما وقدرهما وعظم شانهما ويقالألكم عظيم القدر مما يتنافس فيه : ثقل ومنه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وقيل : سميا بذلك لأنهما مثقلان بالتكليف وعن الحسن لثقلهما بالذنوب فبأي آلاء ربكما تكذبان .
32 .
- التي من جملتها التنبيه على ما ستلقونه يوم القيامة للتحذير عما يؤدي إلى سوء الحساب يا معشر الجن والإنس هما الثقلان خوطبا باسم جنسهما لزيادة التقرير ولأن الجن مشهورون بالقدرة على الأفاعيل الشاقة فخوطبوا بما ينبيء عن ذلك لبيان أن قدرتهم لا تفي بما كلفوه وكأنهلما ذكر سبحانهأنه مجاز للعباد لا محالة عقب D ذلك ببيان أنهم لا يقدرونعلى الخلاص من جزائهوعقابه إذا أراده فقالأ سبحانه : يا معشر الجن والإنس إن استطعتم إن قدرتم وأصل الستطاعة طلب طواعيةالفعل وتأتيه .
أن تنفذوا من أقطار السكاوات والأرض أن تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين من الله تعالى فارينمن قضائه سبحانه فانفذوا فاخرجوا منها وخلصوا أنفسكم من عقابهD والأمر للتعجيز لا تنفذون لا تقدرون على النفوذ إلا بسلطان .
33 .
- أي بقوة وقهر وأنتم عن ذلك بمعزل وألف ألف منزل روي أن الملائكة عليهم السلام ينزلون يوم القيامة فيحيطون بجميع الخلائق فإذا رآهم الجن والإنس هربوا فلا يأتون وجها إلا وجدوا الملائكة أحاطت به وقيل هذا أمر يكون في الدنيا قالأ الضحاك : بينما الناس في أسواقهم انفتحت السماء ونزلت الملائكة فتهرب بالجن والإنس فتحدق بهم الملائكة وذلك قبيل قيام الساعة وقيل : المراد إن استطعتم الفرار من الموت ففروا وقيل : المعنى إن قدرتم أن تنفذوا لتعلموا بما في السماوات والأرض فانفذوا لتعلموا لكن لا تنفذون ولا تعلمون إلا ببينة وحجة نصبها الله تعالى فتعرجون عليها بأفكاركم وروي ما يقاربه عن ابن عباس والأنسب بالمقام لا يخفى .
وقرأزيد بن علي إن استطعتما رعاية للنوعين وإن كان تحت كل أفراد كثيرة والجمع لرعاية تلك الكثرة وقد جاء كل في الفصيح نحو قوله تعالى : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فبأي آلاء ربكما تكذبان .
34 .
- أي من التنبيه والتحذير والمساهلة والعفو مع كمال القدرة على العقوبة وقيل : على الوجه الأخير فيما تقدم أيمما نصب سبحانه من المصاعد العقلية والمعارج النقلية فتنفذون بها إلى ما فوق السماوات العلا يرسل عليكما استئناف في جواب سؤال مقدر عن الداعي للفرار أو عما يصيبهم أي يصب عليكما شواظ هو اللهب الخالص كما روي عن ابن عباس وأنشد عليه أبو حيان قول حسان : هجوتك فاختضعت لنا بذل بقافية تأجج كالشواظ