ومنهم من يجعل وجهاآخر وهو على الأول أخذ بالحاصل وعلى الثاني قيل : يحتمل التطبيق على كل من مذاهب في الممكنات الموجودة وذلك أنها إما موجودة حقيقة بمعنى أنها متصفة بالوجود اتصافاحقيقياب يكون الوجود زائداعليها قائمابها وهو مذهب جمهور الحكماء والمتكلمين وإما موجودة مجازا وليس لها اتصاف حقيقي بالوجود بأن يكون الوجود بها قائمابها بل إطلاق الموجود عليها كإطلاق الشمس على الماء وإليه ذهب المتأهلون من الحكماء والمحققون من الصوفية إلا أن ذوق المتأهلين أن علاقة المجاز أن لها نسبة مخصوصة إلى حصرةالوجود الواجبي على وجوه مختلفة وأنحاء شتى والطرقإلى الله تعالى بعدد انفاس الخلائق فالوجود عندهم جزئي حقيقي قائم بذاته لا يتصور عروضهلشيء ولا قيامهبه ومعنى كون الممكن موجودا أنه مظهر له ومجلي وينجلي فيه نوره فالله نور السماوات والأرض والممكنات بمنزلة المرايا المختلفة التي تنعكس إليها أشعة الشمس وينصبغ كل منها بصبغ يناسبه ومذاق المحققين من الصوفية أن علاقة المجاز أنها بمنزلة صفات قائمة بذات الواجب سبحانه إذ ليس في الوجود على مذاقهم ذوات متعددة بعضها واجب وبعضها ممكن بل ذات واحدة لهاصفات متكثرة وشؤنات متعددة وتجلياتمتجددة قل الله ثم ذرهم والمشهور أنه لا فرق بين المذاقين .
ووجه التطبيق على الول أن يقال : المراد من الوجه الذي يلي جهته تعالى هو الوجوب بالغير إذ الممكن وإن كان موجوداحقيقة عند الجمهور لكن وجوده مستفاد من الواجب بالذات وجهة الأستفادة ليست هي الذات ولا شيئاآخر من الجهات والوجوه كالإمكان والمعلومية والجوهرية والعرضية والبساطة والتركيب وسائر الأمور العامة لأن كلا منها جهته الخسة ومقتضى الفطرة الإمكانية البعيدة بمراحلعن الوجوب الذاتي المنافية له وإنما جهة الشرف القريبة المناسبة للوجوب الذاتيجهة الوجوب بالغير فهو وجه يلي جهة الواجب ويناسبه في كونه وجوباوإن كان بالغير ولذا يعقبه فيضان الوجود ولذا تسمعهم يقولون : الممكن ما لم يجب لم يوجد .
ووجه التطبيقعلى الثاني أن يقال : الوجه الذي يلي جهته تعالى هوتلكالنسبة المخصوصةالمصححة لإطلاق لفظالموجود عليها ولو مجازا فالمعنى كل من عليها فان معدوم لا يصح أن يطلق لفظ الموجود عليه ولو مجازاإلا باعتبار الوجه الذي يلي جهته تعالى أي النسبة المخصوصة إلى حضرته تعالى وهي كونه مظهراله سبحانه ووجه التطبيق على الثالث أن يقالأ : المراد بالوجه الذي يلي جهته تعالى كونها شئونات واعتبارات له تعالى فالمعنى كل منعليها معدوم من جميع الوجوه والأعتبارات إلا من الوجه الذي جهته سبحانه والأعتبار الذي يحصل مقيسا إليه D وهو كونه شأنامنشئونه واعتبارامن اعتباراته جل شأنه فتأمل مستعينأبالله D .
ذو الجلال والإكرام .
27 .
- أي يجله الموحدون عن التشبيه بخلقه ويثبتون له ما يليق بشأنهتعالى شأنه فهذا راجع إلى مآله سبحانه من التعظيم في قلوب من عرفه D أو الذي يقالأفي شأنه : ما أجلك وما أكرمك أي هو شبحانه من يستحق أن يقالأفي شأنه ذلك قيل أو لم يقل فهو راجع إلى ماله تعالى منالكمال في نفسه باعتبار قصور الإدراك عن شأوه أو من عندهالجلال والإكرام للموحدين فهو راجع إلى الفعل أي يجل الموحدين ويكرمهم وفسر بعض المحققين الجلال بالأستغناء المطلق والإكرام بالفضل التام وهذا ظاهر ووجه الأول بأن الجلال العظمة وهي تقتضي ترفعه تعالى عن الموجودات ويستلزم أنه سبحانه غني عنها ثم ألحق بالحقيقة ولذا قال الجوهري : عظمة الشيء الأستغناء عن غيره وكل محتاج حقير وقال الكرماني :