لا لتكذيب نبيهم والإنكار عليه في رأي وموضعه نصب على الحال من الملك ويكونيجوز أن تكون الناقصة فيكون الخبر له وعليناحال من الملك أو الخبر علينا وله حال ويجوز أن تكون التامة فيكون له متعلقا بها و علينا حال ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال الواو الأولى حالية والثانية عاطفة جامعة للجملتين أي كيف يتملك علينا والحال أنه لا يستحق التملك لوجود من هو أحق منه ولعدم ما يتوقف عليه الملك من المال أو لعدم ما يجبر نقصه لو كان ويلحقه بالأشراف عرفا من ذلك وأصلسعةوسعة بالواو وحذفت لحذفها من يسع وكان حق الفعل كسر السين فيه ليتأتى الحذف كما فييعدوإنما أرتكب الفتح لحرف الحلق فهو عارض ولذا أجرى عليه حكم الكسرة ولذلك الفتح فتحت السين في المصدر ولم تكسر كما كسرت عين عدة .
قال إن الله أصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم 742 رد عليهم بأبلغ وجه وأكمله كأنه قيل : لا تستبعدوا تملكه عليكم لفقره وإنحطاط نسبه عنكم أما أولا فلأن ملاك الأمر هو إصطفاء الله تعالى وقد أصطفاه وأختاره وهو سبحانه أعلم بالمصالح لكم وأما ثانيا فلأن العمدة وفور العلم ليتمكن به من معرفة الأمور السياسية وجسامة البدن ليكون أعظم خطرا في القلوب وأقوى على كفاح الأعداء ومكابدة الحروب لا ما ذكرتم وقد خصه الله تعالى بحظ وافر منهما وأما ثالثا فلأنه تعالى مالك الملك على الإطلاق وللمالك أن يمكن من شاء من التصرف في ملكه بأذنه وأما رابعا فلأنه سبحانه واسع الفضل يوسع على الفقير فيغنيه عليم بما يليق بالملك من النسيب وغيره وفي تقديم البسطة في العلم على البسطة في الجسم إيماء إلى أن الفضائل النفسانية أعلى وأشرف من الفضائل الجسمانية بل يكاد لا يكون بينهما نسبة لا سيما ضخامة الجسم ولهذا حمل بعضهم البسطة فيه هنا على الجمال أو القوة لا على المقدار كطول القامة كما قيل : إن الرجل القائم كان يمد يده حتى ينال رأسه فإن ذلك لو كان كمالا لكان أحق الخلق به رسول الله مع أنه E كان ربعة من الرجال ولعل ذكر ذلك على ذلك التقدير لأنه صفة تزيد الملك المطلوب لقتال العمالقة حسنا لأنهم كانوا ضخاما ذوي بسطة في الأجسام وكان ظل ملكهم جالوت ميلا على ما في بعض الأخبار لا أنها من الأمور التي هي عمدة في الملوك من حيث هم كما لا يخفى على من تحققأن المرء بأصغريه لا بكبر جسمه وطول برديه .
وفي إختيار واسع وعليم في الأخبار عنه تعالى هنا من حسن المناسبة لبسطة الجسم وكثرة العلم ما تهتش له الخواطر لا سيما على ما يتبادر من بسطة الجسم وقدم الوصف الأول مع أن ما يناسبه ظاهرا مؤخر لأن له مناسبة معنى لأول الأخبار إذ الإصطفاء من سعة الفضل أيضا ولأن عليم أوفق بالفواصل وإظهار الأسم الجليل لتربية المهابة .
وقال لهم نبيهم عطف على مثله مما تقدم وكان توسيط ما تقدم بينهما للأشعار بعدم إتصال أحدهما بالآخر وتخلل كلام من جهة المخاطبين متفرع على السابق مستتبع للأحق وروايات القصاص متظافرة على أنهم قالوا لنبيهم : ما آية ملكه وإصطفائه علينا فقال : إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت ولما لم يكن قولهم ذلك مذكورا ليقع هذا جوابا له صراحة أعاد الفاعل ليغاير ما علم صراحة كونه جوابا وإنما لم يجر ذلك المجرى بأن يذكر مقولهم ويكون هذا جوابا له ويكتفي بالإضمار كما أكتفى به أولا للإيماء إلى أن ذلك السؤال للنبي بعد تصديقهم له وبيانه لهم ما أستفهموا عنه مما لا ينبغي أن يكون حتى يجاب لأن له شبها تاما بالتعنت حينئذ وإن عد من باب