شاكا في أنه هل هو مغفور له أم لا وبأنه لا شكل أن الأنبياء أرفع حالا من الأولياء وقد قال الله تعالى فيهم : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فكيف يعتقد بقاء الرسول وهو رئيس الأنبياء وقدوة الأولياء شاكا في أنه هل هو من المغفورين أم لا وقد يقال : المراد أيضا أنه E ما يدري ذلك على التفصيل وما ذكر لا يتعين فيه حصول العلم التفصيلي لجواز أن يكون E قد أعلم بذلك في مبدأ الأمر إجمالا بل في إعلامه صلى الله تعالى عليه وسلم بعد بحال كل شخص شخص على سبيل التفصيل بأن يكون قد أعلم E بأحوال زيد مثلا في الآخرة على التفصيل وبأحوال عمرو كذلك وهكذا توقف .
وفي صحيح البخاري وأخرجه الإمام أحمد والنسائي وابن مردويه عن أم العلاء وكانت بايعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنها قالت لما مات عثمان بن مظعون : رحمة الله تعالى عليك يا أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله تعالى فقال رسول الله E وما يدريك أن الله تعالى أكرمه أما هو فقد جاءه اليقين من ربه وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم قالت أم العلاء : فو الله ما أزكى بعده أحدا وفي رواية ابن حيان والطبراني عن زيد بن ثابت أنها قالت لما قبض طب : أبا السائب نفسا إنك في الجنة فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وما يدريك قالت : يا رسول الله عثمان بن مظعون قال : أجل وما رأينا إلا خيرا والله ما أدري ما يصنع بي وفي رواية الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنه لما مات قالت امرأته أو امرأة : هنيئا لك ابن مظعون لجنة فنظر إليها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم نظر مغضب وقال : وما يدريك والله إني لرسول الله وما أدري ما يفعل الله بي فقالت : يا رسول الله صاحبك وفارسك وأنت أعلم فقال : أرجو له رحمة ربه تعالى وأخاف عليه ذنبه لكن في هذه الرواية أن ابن عباس قال : وذلك قبل أن ينزل ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وعن الضحاك المراد لا أدري ما أومر به وما تؤمرون به في باب التكاليف والشرائع والجهاد ولا في الإبتلاء والأمتحان والذي اختاره أن المعنى على نفي الدراية من غير جهة الوحي سواء كانت الدراية تفصيلية أو إجمالية وسواء كان ذلك الأمور الدنيوية أو الأخروية واعتقد أنه صلى الله عليه وسلّم لم ينتقل من الدنيا حتى أوتي من العلم بالله تعالى وصفاته وشؤنه والعلم بأشياء يعد العلم بها كما لا ما لم يؤته أحد غيره من العالمين ولا أعتقد فوات كمال بعدم العلم بحوادث دنيوية جزئية كعدم العلم بما يصنع زيد مثلا في بيته وما يجري عليه في يومه أو غده ولا أرى حسنا قول القائل : إنه E يعلم الغيب واستحسن أن يقال بدله : إنه A أطلعه الله تعالى على الغيبأو علمه سبحانه إياه أو نحو ذلك وفي الآية رد على من ينسب لبعض الأولياء علم كل شيء من الكليات والجزئيات وقد سمعت خطيبا على منبر المسجد الجامع المنسوب للشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره يوم الجمعة قال بأعلى صوت : يا باز أنت أعلم بي من نفسي وقال لي بعض : إني لأعتقد أن الشيخ قدس سره يعلم كل شيء مني حتى منا بت شعري ومثل ذلك مما لا ينبغيأن ينسب إلى رسول الله A فكيف ينسب إلى سواه فليتق العبد مولاه وفيما تقدم من الأخبار في شأن عثمان بن مظعون ردا أيضا على من يقول فيمن دونه في الفضل أو من لم يبشره الصداق بالجنة والكرامة نحو ما قيل فيه نعم ينبغي الظن الحسن في المؤمنين أحياء وأمواتا ورجاء الخير لكل منهم فالله تعالى أرحم الراحمين هذا والظاهر أن 0 ما استفهامية مرفوعة المحل بالأبتداء والجملة بعدها خبر وجملة المبتدأ والخبر معلق عنها الفعل القلبي وهو إما متعد لواحد أو اثنين وجوز أن تكون ما موصولة في محل نصب على المفعولية لفعل الدراية وهو حينئذ متعد لواحد