والجملة بعدها صلة وأن تكون حرفا مصدريا فالمصدر مفعول أدري والإستفهامية أقصى لحق مقام التبري عن الدراية و لا لتذكير النفي المنسحب على ما يفعل الخ وتأكيده ولو لا اعتبار الإنسحاب لكان التركيب ما يفعل بي وبكم دون لا لأنه ليس محللا للنفي ولا لزيادة لا ونظير ذلك زيادة من في قوله تعالى ما يود الذين كفروا أن ينزل عليكم من خير لانسحاب النفي فإنه إذا ودادة التنزيل انتفى التنزيل وزيادة الباء في قوله سبحانه ألم يروا أن الله خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر لانسحاب النفي على أن مع ما في حيزها ولو لاه ما زيدت الباء في الخبر وقيل : الأصل ولا ما يفعل بكم فاختصر وقيل : ولا بكم وقرأ زيد بن علي وابن أبي عبلة يفعل بالبناء للفاعل وهو ضمير الله D أن أتبع إلا ما يوحى إلي أي ما أفعل إلا اتباع ما يوحى إلي على معنى قصر أفعاله صلى الله عليه وسلّم على اتباع الوحي والمراد بالفعل ما يشمل القول وغيره وهذا جواب عن اقتراحهم الإخبار عما لم يوح إليه E من الغيوب والخطاب السابق للمشركين .
وقيل : عن استعجال المسلمين أن يتخلصوا عن أذية المشركين والخطاب السابق لهم والأول أوفق لقوله تعالى : وما أنا إلا نذير أنذركم عقاب الله تعالى حسبما يوحى إلي مبين .
9 .
- بين الإنذار بالمعجزات الباهرة والحصر إضافي وقرأ ابن عمير يوحى على البناء للفاعل قل أرأيتمإن كان أي ما يوحى إلي من القرآن وقيل : الضمير للرسول وفيه أن الظاهر لو كان المعنى عليه كنت من عند الله لا سحرا ولا مفترى كما تزعمون وكفرتم به الواو للحال والجملة حال بتقدير قد على المشهور من الضمير في الخبر وسطت بين أجزاء الشرط اهتماما بالتسجيل عليهم بالكفر أو للعطف على كان كما في قوله تعالى : قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به وكذا الواو في قوله تعالى : وشهد شاهد من بني إسرائيل إلا أنها تعطفه بما عطف عليه على جملة ما قبله فالجمل المذكورات بعد الواوات ليست متعاطفة على نسق واحد بل مجموع شهد فآمن واستكبرتم معطوف على مجموع كان وما معه مثله في المفردات هو الأول والآخر والظاهر والباطن والمعنى إن اجتمعكونه من عند الله تعالى مع كفركم واجتمع شهادة الشاهد فإيمانه مع استكباركم عن الإيمان وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام في جواب الشرط وفي مفعولي أرأيتم وضمير به عائد على ما عاد عليه اسم كان وهو ما يوحى من القرآن أو الرسول وعن الشعبي أنه للرسول ولعله يقول في ضمير كان أيضا كذلك وكذا في ضمير على مثله لئلا يلزم التفكيك وأنت تعلم أن الظاهر رجوع الضمائر كلها للقرآن وتنوين شاهد للتفخيم وكذا وصفه بالجار والمجرور أي شهد شاهد عظيم الشأن من بني إسرائيل الواقفين على شؤن الله تعالى وأسرار الوحي بما أوتوا من التوراة على مثل القرآن من المعاني المنطوية في التوراة من التوحيد والوعد والوعيد وغير ذلك فإنها في الحقيقة عين ما فيه كما يعرب عنه قوله تعالى : وإنه لفي زبر الأولين على وجه وكذا قوله سبحانه : إن هذا لفي الصحف الأولى والمثلية باعتبار تأديتها بعبارات أخرى أو على مثل ما ذكر من كونه من عند الله تعالى والمثلية لما ذكر وقيل : على مثل شهادته أي لنفسه بأنه من عند الله تعالى كأنه لأعجازه يشهد لنفسه بذلك وقيل مثل كناية عن القرآن نفسه للمبالغة وعلى تقدير كون الضمير للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم فسر المثل بموسى عليه السلام