فشريعة الدين من ذلك من حيث يرد الناس منها أمر الله تعالى ورحمته والقرب منه D وقال الراغب : الشرع مصدر ثم جعل اسما للطريق النهج فقيل له شرع وشرعة وشريعة واستعير ذلك للطريقة الإلهية من الدين ثم قال : قال بعضهم سميت الشريعة شريعة تشبيها بشريعة الماء من حيث أن من شرع فيها على الحقيقة والصدق روي وتطهر وأعني بالري ما قال بعض الحكماء : كنت أشرب فلا أروى فلما عرفت الله تعالى رويت بلا شرب وبالتطهر ما قال D : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا والظاهر هنا المعنى اللغوي والتنوين للتعظيم أي شريعة عظيمة الشأن من الأمر أي أمر الدين وجوز أبو حيان كونه مصدر أمر والمراد من الأمر والنهي وهو كما ترى فأتبعها ولاتتبع أهواء الذين لا يعلمون .
18 .
- أي آراء الجهال التابعة للشهوات والمراد بهم ما يعم كل ضال وقيل : هم جالة قريظة والنظير وقيل : رؤساء قريش كانوا يقولون له صلى الله عليه وسلّم : ارجع إلى دين آبائك .
إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا من الأشياء أو شيئامن الإغناء أن أتبعهم والجملة مستأنفة مبنية لعلة النهي وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض لا يواليهم ولا يتبع أهواءهم إلا من كان ظالما مثلهم .
والله ولي المتقين .
19 .
- الذين أنت قدوتهم فدم على ما أنت عليه من توليه سبحانه خاصة والأعراض عما سواه D بالكلية هذا أيالقرآن بصائر للناس فإن ما فيه من معالم الدين وشعائر الشرائع بمنزلة البصائر في القلوب وقيل : الإشارة إلى اتباع الشريعة والكلام من باب التشبيه البليغ وجمع الخبر على الوجهي باعتبار تعدد ما تضمنه المبتدأ و اتباع مصدر مضاف في عم ويخبر عنه بمتعدد أيضا وقريء هذه أي الآيات وهدى جليل من ورطة الضلالة ورحمة عظيمة لقوم يوقنون .
20 .
- من شأنهم الإيقان بالأمور أم حسب الذين اجترحوا السيئات إلى آخره استئناف مسوق لبيان حال المسيئين والمحسنين إثر بيان الظالمين والمتقين و أم منقطعة وما فيها من معنى بل للأنتقال من البيان الأول إلىالثاني والهمزة لإنكار الحسبان على معنى أنه لا يليق ولا ينبغي لظهور خلافه والأجتراح الأكتساب ومنه الجارحة للأعضاء التي يكتسب بها كالأيدي وجاء هو جارحة أهله أي كاسبهم وقال الراغب : الأحتراج اكتساب الأثم وأصله من الجراحة كما أن الأقتراف من قرف القرحة والظاهر تفسيرها ههنا بالأكتساب لمكان السيئات والمراد بها على ما في البحر سيئات الكفر وقوله تعالى : أن نجعلهم ساد مسد مفعولي الحسبان والجعل بمعنى التصيير وهم مفعوله الأول وقوله سبحانه : كالذين آمنوا وعملوا الصالحات مفعوله الثاني وقوله D : سواء بدل من الكاف بناء على أنها اسم بمعنى مثل وقوله تعالى : محياهم ومماتهم فاعل سواء أجرى مجرى مستو كما قالوا : مررت برجل سوا هو والعدم وضمير الجمع للمجترحين والمعنى على إنكار حسبان جعل محيا المجترحين ومماتهم مستويين مثلهما للمؤمنين ومصب الإنكار استواء ذلك فإن المؤمنين تتوافق حالاهم لأنهم مرحومون في المحيا والممات وأولئك تتضاد حالاهم فإنهم مرحومون حياة لا موتا وجوز أن يكون سواء حالا من الضمير في الكاف بناء على ما سمعت من معناها