يحيي رفات العظام باللية .
والحق يا مال غير ما تصف بل للعجز وضيق المجال عن الأتمام كما يشاهد في بعض المكروبين قال أي مالك إنكم ماكثون .
77 .
- مقيمون في العذاب أبدا لا خلاص لكم منه بموت ولا غيره وهذا تقنيط ونكاية لهم فوق ما هم فيه ولا يضر في ذلك علمه بيأسهم إن قلنا به .
وذكر بعض الأجلةأن فيه استهزاء لأنه أقام المكث مقام الخلود والمكث يشعر بالأنقطاع لأنه كما قال الراغب ثبات مع انتظار ويمكن أن يكون وجه الأستهزاء التعبير بماكثون من حيث أنه يشعر بالأختيار وإجابتهم بذلك بعد مدة .
قال ابنعباس يجيبهم بعد مضي ألف سنة وقال نوف : بعد مائة وقيل ثمانين وقيل أربعين .
لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون .
78 .
- خطاب توبيخ وتقريع من جهته تعالى مقرر لجواب مالك ومبين لسبب مكثهم ولا مانع من خطابه سبحانه الكفرة تقريعا لهم وقيل : هو من كلام بعض الملائكة عليهم السلام وهو كما يقول أحد خدم الملك للرعية أعلمناكم وفعلنا بكم قيل لا يجوز أن يكون من قول مالك لا لأن ضمير الجمع ينافيه بل لأن مالكا لا يصح منه أن يقوله لأنه لا خدمة له غير خزنه للنار .
وفيه بحث وقيل : في قال ضميره تعالى فالكل مقوله D وقيل : إن قوله تعالى إنكم ماكثون خاتمة حال الفريقين وقوله سبحانه لقد الخ كلام آخر مع قريش والمراد عليه جئناكم في هذه السورة أو القرآن بالحق وعلى ما تقدم لقد جئناكم في الدنيا بالحق وهو التوحيد وسائر ما يجب الأيمان به وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب ولكن أكثركم للحق أي حق كان كارهون لا يقبلونه وينفرون منه وفسر الحق بذلكدون الحق المعهود سواء كان الخطاب لأهل النار أو لقريش لمكان أكثركم فإن الحق المعهود كلهم كارهون له مشمئزون منه وقد يقال : الظاهر العهد وعبر بالأكثر لأنمن الأتباع من يكفر تقليدا وقريء لقد جئتكم وقوله تعالى : أم أبرموا أمرا كلام مبتدأ ناع على المشركين ما فعلوا من الكيد برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم و أم منقطعة وما فيها معنى بل للأنتقال من توبيخ أهل النار إلى حكاية جناية هؤلاء والهمزة للأنكار فإن أريد بالأبرام الأحكام حقيقة فهي لأنكار الوقوع واستبعاده وإن أريد الأحكام صورة فهي لأنكار الواقع واستقباحه أي بل أبرم مشركو مكة أمرا من كيدهم ومكرهم برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأنا مبرمون .
79 .
- كيدنا حقيقة لا هم أو فإنا مبرمون كيدنا بهم حقيقة كما أبرموا كيدهم صورة كقوله تعالى أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون والآية إشارة إلى ماكان منهم من تدبير قتله E في دار الندوة وإلى ما كان منه D من تدميرهم وقيل : هو من تتمة الكلام السابق والمعنى أم أبرموا في تكذيب الحق ورده ولم يقتصروا على كراهته فإنا مبرمون أمرا في مجازاتهم فإنكان ذاك خطابا لأهل النار فإبرام الأمر في مجازاتهم هو تخليدهم في النار معذبين وإن كان خطابا لقريش فهو خذلانهم ونصر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عليهم فكأنه قيل : فإنا مبرمون أمرا في مجازاتهم وإظهار أمرك وفيه إشارة إلى أن إبرامهم لا يفيدهم ولا يغني عنهم شيئا والعدول عن الخطاب في أكثركم إلى الغيبة في أبرموا على هذا