نفسا هداها أه .
وعلى ما ذكرنا أن الكلام في أبطال قد تم عند قوله تعالى : خصمون وما بعد لماسمعت قبل وهو أدق وأولى مما ذكره بل ما أشار إليه من أن قوله تعالى : ولو نشاء الخ لنفي العتراض ليس بشيء وروي أن ابن الزبعري قال للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم حين سمع قوله تعالى : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أهذا لنا ولآلهتنا أم لجميع الأمم فقال E : هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم فقال : خصمتك ورب الكعبة أليست النصارى يعبدون المسيح واليهود عزيرا وبنو مليح الملائكة فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم ففرحوا وضحكوا وسكت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأنزل الله تعالى إن الذين سبقت الآية أو نزلت هذه الآية وأنكر بعضهم السكون وذكر أن أبن الزبعريي حين قال للنبي E : خصمتك رد عليه صلى الله عليه وسلّم بقوله ما أجهلك بلغة قومك أما فهمت أن ما لما لا يعقل وروي محيي السنة في المعالم أن ابن الزبعري قال له E : أنت قلت : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم قال : نعم أليست اليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد المسيح وبنو مليح يعبدون الملائكة فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : بل هم يعبدون الشيطان فأنزل الله تعالى إن الذين سبقت لهم منا الحسنى وهذا أثبت من الخبر الذي قبله وتعقب ما تقدم في الخبر السابق من سؤال ابن الزبعري أهذا لنا الخ وقوله E : هو لكم الخ بأنه ليس بثبت .
وذكر من أثبته أنه صلى الله تعالى عليه وسلم إن ما لم يجب حين سئل عن الخصوص والعموم بالخصوص عملا بما تقتضيه كلمة ما لأن إخراج المعهودين عن الحكم عند الحاجة موهم للرخصة في عبادتهم في الجملة فعممه E للكل لكن لا بطريق عبارة النص بل بطريق الدلالة بجامع الأشتراك في المعبودية من دون الله تعالى ثم بين أنهم بمعزل من أن يكونوا معبودين بما جاء في خبر محيي السنة منقوله E : بل هم يعبدون الشيطان كما نطق به قوله تعالى : سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن الآية وقد تقدمما ينفعك تذكره فتذكرو في الدر المنثور أخرج الإمام أحمد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال لقريش : إنه ليس أحد يعبد من دون الله تعالى فيه خير فقالوا : ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله تعالى صالحا فإن كنت صادقا فإنه كآلهتنا فأنزل الله سبحانه : ولما ضرب ابن مريم مثلا الخ والكلام في الآيات على هذه الرواية يعلم مما تقدم بأدنى التفات وقيل : إن المشركين لما سمعوا قوله تعالى : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب قالوا : نحن أهدى من النصارى لأنهم عبدوا آدميا ونحن نعبد الملائكة فنزلت فالمثل ما في قوله تعالى : إن مثل عيسى الآية والضارب هو تعالى شأنه أي ولما بين الله سبحانه حاله العجيبة اتخذه قومك ذريعة إلى ترويج ما هم فيه من الباطل بأنه مع كونه مخلوقا بشرا قد عبد فنحن أهدى حيث عبدنا ملائكة مطهرين مكرمين عليه وهو الذي عنوه بقولهم : أآلهتنا خير أم هو فأبطل الله تعالى ذلك بأنه مقايسة باطل بباطل وأنهم في اتخاذهم العبد المنعم إلها مبطلون مثلكم في اتخاذ الملائكة وهم عباد مكرمون ثم قال سبحانه : ولو نشاء لجعلنا منكم دلالة على أن الملائكة عليهم السلام مخلوقون مثله وأنه سبحانه قادر