حجاب إلهي يلقيه على السمع لا على القلب فيدركه من ألقى إليه فيفهم ما قصده من يسمعه ذلك وقد يحصل له ذلك في صورة التجلي فتخاطبه تلك الصورة وهي عين الحجاب فيفهم من ذلك الخطاب علم ما يدل عليه ويعلم أن ذلك حجاب وأن المتكلم من وراء ذلك الحجاب وكل من أدرك صورة التجلي الألهي يعلم أن ذلك هو الله تعالى فما يزيد صاحب هذاالحال على غيره إلا بمعرفته أن المخاطب له من وراء الحجاب .
وأما قوله تعالى : أو يرسل رسولا فهوما ينزل به الملك أوما يجيء به الرسول البشري إلينا إذا نقلا كلام الله تعالى خاصة كالتالين فإن نقلا علما وجداه في أنفسهما وأفصحا عنه فذلك ليس بكلام إلهي ومن الأولياء من يعطي الترجمة عن الله سبحانه في حال الألقاء والوحي الخاص بكل إنسان فيكون المترجم موجودا لصور الحروف اللفظية أو الموقومة ويكون روح تلك الصور كلام الله D لا غير وقد يقول الولي : حدثني قلبي عن ربي يعني من الوجه الخاص فاعلم ذلك وتأمل ما قررته لك فإنه نفيس والله تعالى يتولى هداك وله قدس سره كلام كثير في هذا المقام تركناه خوف الأطالة ولعل فيما ذكرناه كفاية لذوي الأفهام وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا وهو ما به الحياة الطيبة الأبدية ما كنت تدري ما الكتاب ولا الأيمان قبل الأيحاء .
قيل : أشير بهذاالأيحاء في هذه النشأة وكان له صلى الله تعالى عليه وسلم في كل حال من أحواله فيها نوع من الوحي والدراية المنفية إذ كان E في كينونته إخراجه منها يتجلى كينونته D وإلا فهو صلى الله تعالى عليه وسلم نبي ولا آدم ولا ماء ولا طين ولا يعقل نبي بدون أيحاء وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم وهو التوحيد السليم من زوايا الأغيار ويشير إلى ذلك قوله تعالى : ألا إلى الله تصير الأمور تمت السورة بتوفيق الله D والصلاة والسلام على أول نور أشرق من شمس الأول وبها والحمد لله تعالى .
سورة الزخرف .
43 - مكية كما روي عن ابن عباس وحكى ابن عطية إجماع أهل العلم على ذلك ولم ينقل استثناء وقال مقاتل : إلا قوله تعالى : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا فإنها نزلت ببيت المقدس كذا في مجمع البيان وفي الأتقان نزلت بالسماء وقيل : بالمدينة وعدد آيها ثمان وثمانون في الشامي وتسع وثمانون في غيره ووجه مناسبة مفتتحها لمخخم ماقبلها ظاهر .
بسم الله الرحمن الرحيم حم .
1 .
- الكلام فيه على نحو ما مر في مفتتح يس والكتاب أي القرآن والمراد به جميعه وجوز إرادة جنسه الصادق ببعضه وكله وقيل : يجوز أن يراد به جنس الكتب المنزلة أو المكتوب في اللوح أو المعنى المصدري وهو الكتابة والخط وأقسم سبحانه بها لما فيها منعظيم المنافع ولا يخفى ما في ذلك والأول على تقدير اسمة حم كونه اسم اللقرآن وإن يراد ذلك أيضا بالكتاب وهو مقسم به إما ابتداء أوعظ فما على حم على تقدير كونه مجرورا بإضمار القسم على أن مدار العطف المغايرة في العنوان لكن يلزم على هذا حذف حرف الجر وإبقاء عمله كما في .
أشارت كليب بالأكف الأصابع .
ومنه أن يقسم بشيئين بحرف واحد لا يلتفت إليه ومناط تكرير القسم المبالغة في تأكيد الجملة القسمية المبين .
2 .
- أي المبين لمن أنزل عليهم لكونه بلغتهم وعلى أساليب كلامهم على أنه من أبان اللازم المبين لطريق الهدى من طريق الضلالة الموضع لأصول ما يحتاج إليه في أبواب الديانة على أنه من أبان المتعدي