شرع من قبله أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يزل موحى إليه وأنه E متعبد بما يوحى إليه إلا أن الوحي السابق على البعثة كان إلقاء ونفثاي الروع وما عمل بما كان من شرائع أبيه إبراهيم عليهما الصلاة والسلام إلا بواسطة ذلك الإلقاء وإذاكان بعض إخوانه من الأنبياء عليهم السلام قد أتى الحكم صبيا ابن سنتين أو ثلاث فهو E أولى بأن يوحى إليه ذلك النوع من الأيحاء صبيا أيضا .
ومن علم مقامه ص - وصدق بأنه الحبيب الذيكان نبينا وآدم بين الماء والطين لم يستبعد ذلك فتأمل .
ولكن جعلناه أي الروح الذي أوحيناه إليك وقال ابن عطية : الضمير للكتاب وقيل : للأيمان ورجح بالقرب وقيل : للكتاب والأيمان ووحد لأن مقصدهما واحد فهو نظير والله ورسوله أحق أن يرضوه .
نورا عظيما نهدي بهمن نشاء هدايته من عبادنا وهو الذي يصرف اختياره نحو الأهتداء به والجملة إما مستأنفة أو صفة نورا وقوله تعالى : وأنك لتهدي تقرير لهدايته وبيان لكيفيتها ومفعول لتهدي محذوف ثقة بغايةالظهور أي وإنك لتهدي بذلك النور من تشاء هدايته إلى صراط مستقيم .
52 .
- هو الأسلام وسائر الشرائع والأحكام وقرأ ابن السمقيع لتهدي بضم التاء وكسر الدال من أهدى وقرأ حوشب لتهدي مبنيا للمفعول أي ليهديك الله وقريء لتدعو صراط الله بدل من الأول وإضافته إلى الاسم الجليل ثم وصفه بقوله تعالى : الذي لهما في السماوات وما في الأرض لتفخيم شأنه وتقريراستقامته وتأكيد وجوب سلوكه فإنك ونجميع ما فيهما من الموجودات له تعالى خلقا وملكا وتصرفا مما يوجب ذلك أتم أيجاب .
ألا إلى الله تصير الأمور .
53 .
- أي أمور من فيهما قاطبة لا إلى غيره تعالى وذلك بارتفاع الوسائط يوم القيامة ففيه من الوعد المهتدين إلى الصراط المستقيم والوعيد للضالين عنه ما لا يخفى وصيغة المضارع على ما قررنا على ظاهرها من الأستقبال وقال في البحر : المراد بها الأستمرار كما في زيد يعطي أي منشأنه ذلك والأول أظهر والله تعالى أعلم .
ومما قاله أرباب الأشارات فيبعض الآيات قال سبحانه : لتنذر أم القرى ومنحولها قيل يشير ذلك إلى إنذار نفسه الشريفة لأنها أم قرى نفوس آدم وأولاده لأنه ص - أول العالمين خلقا ومنه E نشأت الأرواح والنفوس ومن هذاكان آدم ومن دونه تحت لوائه صلى الله تعالى عليه وسلم وقد أشار إلى ذلك سلطان العاشقين عمر بن الفارض بقوله على لسان الحقيقة المحمدية : وأني وإن كنتابن آدم صورة فلي منه معنى شاهد بأبوتي وقوله سبحانه : ومن حولها يشير إلى نفوس أهل العالم وقد أنذر ص - كلا حسب استعداده وقيل : في قوله تعالى : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير أنه يشير إلى التنزيه والتشبيه وقرر ذلك الشيخ الأكبر قدس سره بمايطول لهمقاليد السماوات والأرض أي مفاتيح سماوات القلوب وفيها خزائن لطفه تعالى ورحمته Dوأرض النفوس وفيها خزائن قهره سبحانه وعزته جل جلاله فكل قلب لنوع من ألطافه كالمعرفة والمحبة والشوق والتوحيد والهيبة والأنسوالرضا إلى غير ذلك وقد يجتمع في القلب خزائن وكل نفس مخزن لنوعمن آثار قهره كالنكرة والجحود والأنكار والشرك والنفاق والحرص والكبر والبخل والشره وغير ذلك وقد