الظاهر ليكون نصافي معنى الجمعية والمشهور اليوم ألسنة المعربين مذهب البصريين وعليه خرج أبو حيان النصب في هذه القراءة وكذا خرج غير واحد ومنهم الزجاج النصب في قوله تعالى : ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص .
35 .
- أي من مهرب ومخلص من العذاب على ذلك وجعلوا الجزاء بمنزلة الأنشاء كالأستفهام فكأنه تقدم أحد الأمور الستة ولم يرتض ذلك الزمخشري وقال : فيه نظر لما أورده سيبويه في الكتاب قال : واعلم أن النصب بالفاء والواو في قوله : إن تأتني آتك وأعطيك ضعيف وهو نحو من قوله : .
وألحق بالحجاز فأستريحا .
فهذا تجوز ولا بحد الكلام ولا وجهه إلا أنه في الجزاء صار قليلا لأنه ليس بواجب أنه يفعل إلا أن يكون من الأول فعل فلما ضارع الذي لا يوجبه كالأستفهام ونحوه أجازوا فيه هذا على ضعف ولا يجوز أن تحمل القراءة المستفيضة على وجه ضعيف ليس بحد الكلام ولا وجهه ولو كانت من هذا الباب لما أخلى سيبويه منها كتابه وقد ذكر نظائرها من الآيات المشكلة انتهى وخرج هو النصب في يعلم على العطف على علة مقدرة قال : أي لينتقم منهم ويعلم الذين الخ وكم من نظير له في القرآن العظيم إلا أن ذلك مع وجود حرف التعليل كقوله تعالى : ولنجعله آية للناس وقوله سبحانه : خلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزي كل نفس بما كسبت .
وقال أبو حيان : يبعد هذا التقدير أنه تر على الشرط إهلاك قوم ونجاة قوم فلا يحسن لينتقم منهم .
وأجيب بأن الآية مخصوصة بالمجرمين فالمقصود الهلاك ويجوز أن يقدر ليظهر عظيم قدرته تعالى ويعلم الذين يجادلون فلا يرد عليه ما ذكر ويحسن ذلك التقدير في توجيه النصب في يعفو على ما روي عن أهل المدينة إذا خدش التوجيه السابق بما نقل عن سيبويه فيقال : إنه عطف على تعليل مقدر أي لينتقم منهم ويعفو عن كثير وقراءة النصب في يعلم هي التي قرأبها أكثر السبعة .
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر والأعرج وشيبة وزيد بن علي بالرفع وقرر في الكشف وجهه بأنه على عطف يعلم على مجموع الجملة الشرطية على معنى ومن آياته الدالة على كما لا لقدرة السفن في البحر ثم ذكر وجه الدلالة وأنها مسخرة تحت أمره سبحانه تارة بتضمن نفع من فيها وتارة بالعكس ثم قال جل وعلا ويعلم الذين يعاندون ولا يعترفون بآيات الله تعالى الباهرة بدل قوله سبحانه فيها بالضمير الراجع إلى الآية المبحوث عنها بأنها من آيات الله تعالى وزيادة للتحذير وذم الجدال فيها وليكون على أسلوب الكناية على نحو العرب لا حفر الذمم فكأنه لما قيل : إن يشأ يسكن الريح وذكر سبب الدلالة صار في معنى يعلمها ويعترف بها المتدبرون في آياتنا المسترشدون ويعلم المجادلون فيها المنكرون ما لهم من محيص وجاز أني جعل عطفا على قوله تعالى : ومن آياته الجوار وتجعل هذه وحدها آيات لتضمنها وجودها من الدلالة أقيمت مقام المضمر والمعنى ومن آياته الجوار ويعلم المجادلون فيها واعترض بين المعطوف والمعطوف عليه ببيان وجه الدلالة ليدل على موجب وعيد المجادل وعلى كونها آية بل آيات ونقل عن أن الحاجب أنه يجوز أن يكون الرقع بالعطف على موضع الجزاء المتقدم باعتبار كونه جملة لا باعتبار عطف مجرد الفعل ليجب فتكون الجملتان مشتركتين في المسببية وفيه بحث يعلم مما سيأتي إن شاء الله تعالى وقريء ويعلم بالجزم .
وخرج على العطف على يعف وتسببه عن الشرط باعتبار تضمن الأخبار عن علم المجادلين بما يحل بهم في