وقرأ نافع الرياح جمعا فيظللن رواكد على ظهره فيصرن ثوابت على ظهر البحر أي غير جاريات لا غير متحركات أصلا وفسر بعضهم يظللن يبقين فيكون رواكد حالا أولى .
وقرأ قتادة فيظللن بكسراللام والقياس الفتح لأن الماضي مكسور العين فالكسر في المضارع شاذ وقال الزمخشري : هو من ظل ويظل والكسر نحو ضلب الضاد يضل ويضل وتعقبه أبو حيان بأنه ليس كما ذكرلأن يضل بالفتح من ضللت بالكسر ويضل بالكسر من ظللت بالفتح وكلاهما مقيس إن في ذلك الذي ذكر من السفن المسخرة في البحر تحت أمره سبحانه وحسب مشيئته تعالى : لآيات عظيمة كثيرة على عظمة شؤنه D لكل صبار شكور .
33 .
- لكل من حبس نفسه عن التوجه إلى ما لا ينبغي ووكل همته بالنظر في آيات الله تعالى والتفكر في آلائه سبحانه فالصبر هنا حبس مخصوص بالتمعن في نعمه تعالى شكر .
ويجوز أن يكون قد كني بهذين الوصفين عن المؤمن الكامل لأن الأيمان نصفه صبر ونصفه شكر .
وذكر الأمام أن المؤمن لا يخلو من أن يكون في السراء والضراء فإن كان في الضراء كان من الصابرين وإن كان في السراء كان من الشاكرين أو يوبقهن عطف على يسكن أي أو يهلكهن بإرسال الريح العاصفةالمغرقة والمراد على ما قال غير واحد إهلاك أهلها إما بتقدير مضاف أو بالتجوز بإطلاق المحل على حاله أو بطريق الكناية لأنه يلزم من إهلاكها من فيها والقرينة على إرادة ذلك قوله تعالى : بما كسبوا وأصله أو يرسلها أي الريح فيوبقهن لأنه قسيم يسكن فاقتصر فيه على المقصود من إرسالها عاصفة وهو إما إهلاكهم أو إنجاؤهم من قوله تعالى : ويعف عن كثير .
34 .
- إذ المعنى أو يرسلها فيوفق ناسا بذنوبهم وينج ناسا على طريق العفو عنهم وبهذا ظهر جزم يعف لأنه بمعنى ينج معطوف على يوبق ويعلم وجه عطفه بالواو لأنه مندرج في القسيم وهو إرسالها عاصفة وعلى هذا التفسير تكون الآية متضمنة لأسكانها ولأرسالها عاصفة مع الإهلاك والإنجاء وإرسالها باعتد المعلوم من قوله سبحانه الجواري فإنها المطلوب الأصلي منها .
وقال بعض الأجلة : التحقيق أن يعف عطف على قوله تعالى : يسكن الريح إلى قوله سبحانه : بما كسبوا ولذا عطف بالواو لا بأو والمعنى إن يشأ يعاقبهم بالأسكان أو الأعصاف وإن يشأ يعف عن كثير .
وجوز بعضهم حمل يوبقهن على ظاهره لأن السفن من جملة أموالهم التي هلاكها والخسارة فيها بذنوبهم أيضا وجعل الآية مثل قوله تعالى وما أصابهم من مصيبة .
الخ وقرأ الأعمش يعفو بالواو الساكنة آخره على عطفه على مجموع الشرط والجواب دون الجواب وحدهكما في قراءة الجزم وعن أهل المدينة أنهم قرؤا يعفو بالواو المفتوحة على أنه منصوب بأن مضمرة وجوبا بعدال والعطف على هذه القراءة على مصدر متصيد من الكلام السابق كأنه قيل : يقع وهومن العطف على المعنى وهذا مذهب البصريين فيمثل ذلك وتسمى هذه الواو و او الصرف لصرفها عن عطف الفعل المجزوم قبلها إلى عطف مصدر على مصدر ومذهب الكوفيين أن الواو بمعنى أن المصدرية ناصبة للمضارع بنفسها .
واختار الرضي أن الواو إما واو الحال والمصدر بعدها مبتدأ خبره مقدر والجملة حالية أو واو المعية وينصب بعدها الفعل لقصد الدلالة على معية الأفعال كما أن الواو في المفعول معه دالة على مصاحبة الأسماء فعدل به عن