والمنقري والمنقري كلاهما عن أبي عمرو يزد ويؤته بالياء فيهما وقرأ سلام نؤته بضم الهاء وهي لغة أهل الحجاز وقد جاء في الآية فعلا لشرط ماضيا والجواب مضارعا مجوزا قال أبو حيان : ولا نعلم خلافا في جواز الجزم في مثل ذلك وإنه فصيح مختار مطلقا إلا ما ذكره صاحب كتاب الأعراب أبو الحكم بن عذرة عن بعض النحويين أه لايجيء في الفصيح إلا إذا كان فعل الشرط كان وإنما يجيء معها لأنها أصل الأفعال ونص كلام سيبويه والجماعات أنه لا يختص بكان بل سائر الأفعال مثلها في ذلك وأنشد سيبويه للفرزدق دست رسولا بأن القوم إن قدروا عليك يشفوا صدورا ذات توغير وقال أيضا تعش فإن عاهدتني لاتخونني نكن مثل من يا ذئب يصطحبان أم لهم شركاء في الكفر وهم الشياطين شرعوا لهم أي لهؤلاء الكفرة المعاصرين لك بالتسويل والتزيين من الدين ما لم يأذن به الله كالشرك وإنكار البعث والعمل للدنيا و أم منقطعة فيها معنى بل الأضطرابية والهمزة التي للتقرير والتقريع والأضراب عما سبق من قوله تعالى : شرع لكم من الدين الخ فالعطف عليه وما اعترض به بين الآيتين من تتمة الأولى وتأخير الأضراب ليدل على أنهم فيشرع يخالف ما شرعه الله تعالى من كل وجه فالشرك في مقابلة إقامة الدين والأستقامة عليه وإنكار البعث في مقابلة قوله تعالى والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق والعمل للدنيا لقوله سبحانه : من كان يريد حرث الآخرة وهذا أظهر من جعل الأضراب عما تقدم من قوله تعالى : كبر على المشركين كما لا يخفى وقيل : شركاؤهم أصنامهم وإضافتها إليهم لأنهم الذين جعلوها شركاء لله سبحانه وإسناد الشرع إليها لأنها سبب ضلالتهم وافتتانهم كقوله تعالى : إنهن أضللن كثيرا وجوز أن يكون الأستفهام المقدر على هذا للأنكار أي ليس لهم شرع ولاشارع كما في قوله تعالى : أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا وأيا ما كان فضمير شرعوا للشركاء وضمير لهم للكفار .
وجوز على تفسير الشركاء بالأصنام أن يكون الأول للكفار والثاني للشركاء أي شرع الكفارلأصنامهم ورسموا من والأحكام ما لم يأذن به الله تعالى كاعتقاد أنهم آلهة وأن عبادتهم تقربهم إلى الله سبحانه وكجعل البحيرة والسائبة والوصيلة وغير ذلك وهو كما ترى ولولا كلمة الفصل أي القضاء والحكم السابق منه تعالى بتأخير العذاب إلى يوم القيامة أو آخر أعمارهم لقضي بينهم أي بين الكافرين والمؤمنين في الدنيا أو حين افترقوا بالعقاب والثواب وجوز أن يكون المعنى لو لا ماوعدهم الله تعالى به من الفصل في الآخرة لقضي بينهم فالفصل بمعنى البيان كما في قوله تعالى : هذا يوم جمعناكم والأولين وقيل : ضمير بينهم للكفار وشركائهم بأي معنى كان وإن الظالمين وهم المحدث عنهم أو الأعم منهم ويدخلون دخولا أوليا لهم عذاب أليم .
21 .
- في الآخرة وفي البحر أي في الدنيا بالقتل والأسر والنهب وفي الآخرة بالنار .
وقرأ الأعرج ومسلم بن جندب وأن بفتح الهمزة عطفا على كلمة الفصل أي لو لا القضاء السابق بتأخيرالعذاب وتقدير أن الظالمين لهم عذاب أليم في الآخرة أولو لاالعدة بأن الفصل يكون يوم القيامة وتقدير أن الظالمين لهم الخلقضي بينهم والعطف على التقديرين تتميم للأيضاح لا تفسيري محض ترى الظالمين جملة مستأنفة لبيان ما قبل والخطاب لكل أحد يصلح له للقصد إلى المبالغة فيسوء حالهم أي يا من يصح