لتقديرالباء بأن أعدل ولا يخلو عن بعد الله ربنا وربكم أي خالق الكل ومتولي أمره فليس المراد خصوص المتكلم والمخاطب لنا أعمالنا لايتخطانا جزاؤها ثوبا كان أو عقابا ولكم أعمالكم لا يجاوز كم آثارها لننتفع بحسناتكم ونتضرر بسيئاتكم لا حجة بيننا وبينكم أي لا احتجاج ولا خصومة لأن الحق قد ظهر فلم يبق للأحتجاج حاجة ولا للمخالفة محمل سوى المكابرة والعناد وجاءت الحجة هنا على أصلها فإنها في الأصل مصدر بمعنى الأحتجاج كما ذكره الراغب وشاعت بمعنى الدليل وليس بمراد الله يجمع بيننا يوم القيامة وإليه المصير .
15 .
- فيفصل سبحانه بيننا وبينكم وليس في الآية ما يدل على متاركة الكفار رأسا حتى تكون منسوخة بآية السيف وادعى أبو حيان أن ما يظهر منها الموادعة المنسوخة بتلك الآية .
والذين يحاجون في الله أي يخاصمون في دينه قال ابن عباس ومجاهد نزلت في طائفة من بني إسرائيل همت برد الناس عن الأسلام وإضلالهم فقالوا : كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فديننا أفضل من دينكم وفي رواية بدل فديننا الخ فنحن أولى بالله تعالى منكم وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : لما نزلت غذا جاء نصر الله والفتح قال المشركون بمكة لم نبين أظهرهم من المؤمنين : قد دخل في دين الله أفواجا فأخرجوا من بين أظهرنا أو أتركوا الأسلام والمحاجة فيه غير ظاهرة ولعلهم مع هذا يذكرون ما فيه ذلك من بعد مااستجيب له أيمن بعد ما استجاب الناس لله D أو لدينه ودخلوا فيه وأذعنوا له لظهور الحجة ووضوح المحجة والتعبير عن ذلك بالأستجابة باعتبار دعوتهم إليه حجتهم داحضة عند ربهم زائلة باطلة لا تقبل عنده D بل لا حجة لهم أصلا وإنما عبر عن أباطيلهم بالحجة وهي الدليل ههنا مجراة معهم على زعمهم الباطل .
وجوز كون ضمير له للرسول E لكونه في حكم المذكوررواه المستجيبأهلالكتب واستجابتهم له صلى الله تعالى عليه وسلم إقرارهم واستفتاحهم به قبل مبعثه عليهالصلاة والسلام فإذا كانوا هم المحاجين كان الكلام في قوة والذين يحاجون في دين الله من بعد ما استجابوا لرسوله وأقروا بنعوته حجتهم في تكذيبه باطلة لما فيها من نفي ما أقروا به قبل وصدقه العيان وقيل : المستجيب هو الله D وضمير له لرسوله E واستجابته تعالى له صلى الله عليه وسلّم بإظهار المعجزات الدالة على صدقه وإلى نحوه ذهب الجبائي حيث قال : أيمن بعد ما استجاب الله تعالى دعاءه في كفار بدر حتى قتلهم بأيدي المؤمنين ودعاءه على أهل مكة حتى قحطوا ودعاءه للمستضعفين حتى خلصهم الله تعالى من أيدي قريش وغير ذلك مما يطول تعداده وبطلان حجتهم لظهور خلاف ما تقتضيه بزعمهم بذلك وهذا ظاهر في أن هذه الآية مدنية لأن وقعة بدر بعد الهجرة وحمل استجيب على الوعد خلاف الظاهر جدا وكذا ما روي عن عكرمة وقيل : إن حمل الأستجابة على استجابة أهل الكتاب يقتضي ذلك أيضا إذ لم يمكن أحد منهم وقيل : لا يقتضيه لأن خبرا استجابتهم وإقرارهم وهو E بمكة بلغ أهل مكة والمجادلون محمول عليهم فلا مانع من كونها مكحية وعليهم غضب عظيم لمكابرتهم الحق بعد ظهوره ولهم عذاب شديد .
16 .
- لا يقادر قدره