والظاهر عليه أن حذف المفعول الثاني من الأول لأفادة العموم وإن كان حذف الأول من الثاني لذلك أيضا وتنذر كل أحد يوم الجمع وقيل : يوم الجمع ظرف المفعولان محذوفين وقريء لينذر بياء الغيبة على على أن الفاعل ضمير القرآن لعدم حسن الألتفات ههنا لا ريب فيه اعتراض في آخر الكلام مقرر لما قبله ويحتمل الحالية من يوم الجمع أو الأستئناف فريق في الجنة وفريق في السعير .
7 .
- أي بعد جمعهم في الموقف فإنهم يجمعون فيه أولا ثم يفرقون بعد الحساب وفريق مبتدأ وفي الجنة صفته والخبر محذوف وكذا فريق في السعير أي منهم فريق فريق كائن في الجنة ومنهم فريق كائن في النار وضمير منهم للمجموعين لدلالة الجمع عليه وجملة استئناف في جواب سؤال تقديره ثم كيف يكون حالهم أو حال ولا ركاكة فيه واشتراط الواو فيه غير مسلم وجوز كون فريق فاعلا للظرف المقدر وفيه ضعف وكونه مبتدأ والظرف المقدر في موضع الصفة له وفي الجنة خبره أي فريق كائن منهم مستقر في الجنة وكونه مبتدأ خبره ما بعده من غير أن يكون هناك ظرف مقدر واقع صفة وساغ الأبتداء بالنكرة لأنها في سياق التفصيل والتقسيم كما في قوله : .
فثوب لبست وثوب أجر .
وكونه خبر مبتدأ محذوف أي المجموعين فريق الخ .
وقرا زيد بن علي رضعنهما فريقا وفريقا بنصبهما فقيل : هو على الحال من مقدر أي افترقوا أي المجموع ونفريقا وفريقا أو من ضمير جمعهم المقدر لأن أل قامت مقامه أي وتنذر يوم جمعهم متفرقين وهو من مجاز المشارفة أي مشارفين للتفرق أو الح المقدرة فلا يلزم افتراقهم في حال اجتماعهم أو يقال إن اجتماعهم في زمان واحد لا ينافي أمكنتهم كما تقول : صلوا في وقت واحد في مساجد متفرقة فالمراد متفرقين في داري الثواب والعقاب وإذا أريد بالجمع جمع الأرواح بالأشباح أو الأعمال بالعمال لا يحتاج إلى توفيق أصلا وجوز كون النصب بتنذر المقدر أو المذكور والمعنى تنذر فريقا من أهل الجنة وفريقا من أهل السعير لأن الإنذار ليس في الجنة والسعير ولا يخفى تكلفه ولو شاء الله جعلهم أمة واحدة لجعلهم أي في الدنيا أمة واحدة مهتدين أو ضالين وهو تفصيل لما أجمله ابن عباس في قوله : على دين واحد فمعنى قوله تعالى : ولكن يدخل من يشاء في رحمته أنه تعالى يدخل في رحمته من يشاء أن يدخله فيها ويدخل من يشاء في عذابه أن يدخله فيه ولا ريب في أن مشيئته تعالى لكل من الأدخالين تابعة لاستحقاق كل من الفريقين لدخول ما أدخله ومن ضرورة اختلاف الرحمة والعذاب اختلاف حال الداخلين فيهما قطعا فلم يشأ جعل الكل أمة واحدة بل جعلهم فريقين وإنما قيل والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير .
8 .
- وكان الظاهر أن يقال ويدخل من يشاء في عذابه ونقمته للأيذان بأن الأدخال في العذاب من جهةالداخلين بموجب سوء اختيارهم لا من جهته D كما في الأدخال في الرحمة واختارالزمخشري كون المراد أمة واحدة مؤمنين وهو ما قاله مقاتل على دين الأسلام كما في قوله تعالى : ولو شاء الله لجمعهم على الهدى وقوله سبحانه : ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها والمعنى ولو شاء الله تعالى مشيئة قدرة لقسرهم على الأيمان ولكنه سبحانه شاء مشيئة حكمة وكلفهم وبنى أمرهم على ما يختارون ليدخل المؤمنين في رحمته وهم المرادون بقوله تعالى من يشاء وترك الظالمين بغير ولي ولا نصير والكلام متعلق بقوله تعالى : والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما