على هذا ظاهر وعلى كون تفطر السماوات لنسبة الولد والشريك بيان لكمال قدسه تعالى عما نسب إليه D فيكون تسبيحهم عما يقوله الكفرة واستغفار تبرأ واصدر من هؤلاء والتذييل للأشارة إلى سبب ترك معالجة العذاب مع استحقاقهم له وعمم بعض المستغفر لهم وأدخل استغفار الملائكة في سبب المعالجة والذين اتخذوا من دونه أولياء شركاء وأندادا لله حفيظ عليهم رقيب على أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بها وما أنت عليهم بوكيل .
6 .
- أي بموكل بهم أو بموكول أمرهم وإنما وظيفتك مفعول من المزيد أو الثلاثي وما في هذه الآية من الموادعة على ما في البحر منسوخ بآية السيف وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا ذلك إشارة إلى مصدر أوحينا ومحل الكاف على ما ذهب إليه الأخفش من ورودها اسما النصب على المصدرية وقرآنا مفعول لأوحينا أي ومثل ذلك الأيحاء البديع البين المفهم أوحينا إليك قرآنا عربيا لا لبس فيه علك ولا على قومك وقيل : إشارة إلى ما تقدم من الله حفيظ عليهم ما أنت عليهم بوكيل فالكاف مفعول لأوحينا وقرآنا عربيا حال من المفعول به أي أوحيناه إليك وهو قرآن عربي وجوز نصبه على المدح أوالبدلية من كذلك وقيل : أولى من هذا أن يكون إشارة إلى معنى الآية المتقدمة من أنه تعالى هو الحفيظ عليهم وأنه E نذير فحسب لأنه أتم فائدة وأشمل عائدة ولا بد عليه من التجوز في قرآنا عربيا إذ لا يصح أن يقال أوحينا ذلك المعنى وهو قرآن عربي لأن القرآنية والعربية صفة اللفظ لا المعنى لكن أمره سهل لقربه من الحقيقة لما بين اللفظ والمعنى من الملابسة القوية حتى يوصف أحدهما بما يوصف به الآخر مع ما في المجاز من البلاغة لتنذر أم القرى أي أهل أم القرى على التجوز في النسبة أو بتقدير المضاف والمراد بأم القرى مكة وسميت بذلك على ما قال الراغب لما روي أنه دحيت الدنيا من تحتها فهي كالأصل لها والأم تقال لكل ما كان أصلا لشيء وقد يقال هي أم لما حولها من القرى لأنها حدثت قبلها لا كل قرى الدنيا وقد يقال لبلد : هي أم البلاد باعتباراحتياج أهالي البلاد إليها ومن حولها من العرب على ما ذهب إليه كثير وخص المذكورين بالذكر لأن السورة مكية أقرب إليه E وأول من أنذر لدفع ما يتوهم من أن أهل مكة ومن حولها لهم طمع في شفاعته ص - وإن لم يؤمنوا لحق القرابة والمساكنة والجوار فخصهم بالأنذار لأزالة ذلك الطمع الفارغ وقيل : من حولها جميع أهل الأرض واختاره البغوي وكذا القشيري وقال : لأن الكعبة سرة الأرض والدنيا محدقة بما هي فيه أعني مكة وهذا عندي لا يكاد يصح مع قولهم : إن عرضها كأم وطولها عز وإن المعمور وفي جانب الشم أكثر منه في جانب الجنوي وتنذر يوم الجمع أي يوم القيامة لأنه يجمع فيه الخلائق قال الله تعالى : يوم يجمعكم ليوم الجمع وقيل : يجمع فيه الأرواح والأشباح وقيل : الأعمال والعمال والأنذار يتعدى إلى مفعولين وقد يستعمل ثانيهما بالباء وقد حذف ههنا ثاني مفعولي الأول وهو يوم الجمع والمراد به عذابه وأول مفعول الثاني وهو أم القرى ومن حولها فقد حذف من الأول ما أثبت في الثاني ومن الثاني ما أثبت في الأول وذلك من الأحتباك وقال جار الله : الأول عام في الأنذار بأمورالدن ثم خص بقوله تعالى : وتنذر يوم الجمع يوم القيامة زيادة في الأنذار وبيانا لعظمة أهواله لأن الأفراد بالذكر يدل عليه وكذلك أيقاع الإنذار عليه ثانيا