من فوقهن أي يبتدأ التفطر من جهتهن الفوقانية وتخصيصها على الأول في سبب التفطر لما أن أعظم الآيات وادلها علىالعظمة والجلال كالعرش والكرسي والملائكة من تلك الجهة ولذا كانت قبلة الدعاء وعلى الثالث للدلالة على التفطر من تحتهن بالطريق الأولى لأن تلك الكلمة الشنعاء الواقعة في الأرض حين أثرت من جهة الفرق فلأن تؤثر من جهة التحت أولى وكذا على الثاني لأن العادة تفطر سطح البيت مثلا من جهة التحتانية بحصول ثقل عليه وقيل : الضمير للأرض أي لجنسها في سمل السبع ولذا جمع الضمير وهو خلاف الظاهر وقال علي بن سليمان الأخفش : الضمير للكفار والمراد من فوق الغرق والجماعات الملحدة وبهذا الأعتبار أنثال ضمير وفي ذلك إشارة إلى أن التفطر مكن أجل أقوال هاتيك الجماعات وفيه ما فيه .
والملائكة يسبحون بحمد ربهم بنزهونه سبحانه عما لايليق به جل جلاله ملتبسين بحمده D وقيل : يصلون والظاهر العموم في الملائكة وقال مقاتل المراد بهم حملة العرش ويستغفرون لمن في الأرض بالسعي فيما يستدعي مغفرتهم من الشفاعة والإلهام وترتيب الأمور آل الطاعة كالمعاونة في بعض أمور المعاش ودفع العرائق واستدعاء تأخير الإيمان الكافر وتوبة الفاسق وهذا يعم المؤمن والكافر بل لو فسر الأستغفار بالسعي فيما المتوقع عم الحيوان بل الجماد وهو فيما ذكر مجاز مرسل أو استعارة .
وقال السدي وقتادة : والمراد بمنفي الأرض المؤمنون لقوله تعالى في آية أخرى : ويستغفرون للذين آمنوا والمراد بالأستغفار عليه حقيقته وقيل : الشفاعة .
ألا إن الله هو الغفور الرحيم .
5 .
- إذ ما من مخلوق إلا وله حظ عظيم من رحمته تعالى وإنه سبحانه لذو مغفرة للناس على ظلمهم وفيه إشارة إلى قبول استغفار الملائكة عليهم السلام وأنه سبحانه يزيدهم على ما طلبوه من المغفرة رحمة والآية على كون قوله تعالى : تكاد السماوات يتفطرن لبيان عظمته جل شأنه مقررة لما دل عليه ذلك ومؤكدة له لأن تسبيح الملائكة وتنزيههم له تعالى لمزيد عظمته تبارك وتعالى وعظيم جلاله جل وعلا والأستغفار لغيرهم للخوف عليهم من سطوة جبروته D والتذييل بقوله تعالى : ألا إن الله الخ