التوحيد والإرشاد إلى الحق أو أن إيحاءها بعد تنويهها بذكر اسمها والتنبيه على فخامة شأنها والكاف مفعول يوحى على الأول أي يوحى مثلما في هذه السورة من المعاني أو نعت لمصدر مؤكد على الثاني أي يوحى إيحاء مثل إيحائها إليك و إلى الرسل أي بواسطة الملك وهي في الوجهين اسم كما هو مذهب الأخفش وإن شئت فاعتبرها حرفا واعتبر الجار والمجرور مفعولا أو متعلق بمحذوف وقع نعتا وقول العلامة الثاني في التلويح إنجار الله لا يجوز الأبتداء بالفعل ويقدر المبتدأ في جميع ما يقع فيه الفعل ابتداء كلام غير مسلم وقد ترددوا فيه حتى قيل : إنه لم يظهر له وجه .
وجوز أبوالبقاء كون كذلك مبتدأ ويوحي الخبر والعائد محذوف أي مثل ذلك يوحيه إليك الخ وحذف مثله شائع في الفصيح نعم هذا الوجه خلاف الظاهر والإشارة كما أشرنا إليه ما في السورة أو إلى إيحائها والدلالة على البعد لبعد منزلة المشار إليه في الفضل وضيعة المضارع على حكاية الحال الماضية للدلالة على استمراره في الأزمنة الماضية وإن إيحاء مثله عادته D وقيل : إنها على التغليب فإن الوحي إلى من مضى وإليه E بعضه ماض وبعضه مستقبل وجوز أن تكون على ظاهرها ويضمر عامل يتعلق به إلى الذين وأوحى إلى الذين وهو كما ترى وفي جعل مضمون السورة أو إيحائها مشبها به من تفخيم اما لا يخفى .
وقرأ مجاهد وابن كثير وعياش ومحبوب كلاهما عن أبي عمرو يوحي مبنيا للمفعول على أن كذلك مبتدأ ويوحي خبره المسند إلى ضميره أو مصدر و يوحي مسند إلى إليك و الله مرتفع عند السكاكي على الفاعلية ليوحي الواقع في جواب من يوحي نحو ما قرروه في قوله تعالى : يسبحله فيها بالغدو و الآصال رجال على قراءة الواقع يسبح بالبناء للمفعول وقوله : .
لبيك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطرائح وقال الزمخشري : رافعه مادل عليه يوحى كأن قائلا قال : من الموحي فقيل : الله وإنما قدر كذلك لك على ما قاله صاحب الكشف ليدل على أن الأيحاء مسلم معلم وإنما الغرض من الأخبار إثباتا تصافه بأنه تعالى من شأنه الوحي لا إثبات أنه موح ولم يرتض القول بعدم الفرق بين هذا وقوله تعالى : يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال بل أوجب الفرق لأن الفعل المضارع هنا ظاهره لم يؤت به للدلالة على الأستمرار ولهم فيه مقال و العزيز الحكيم صفتان له تعالى عند الشيخين وجوز أبو حيان كون الاسم الجليل مبتدأ وما بعده خبر له وقيل : الله العزيز الحكيم إلى آخر السورة قائم مقام فاعل يوحي أي هذه الكلمات .
وقرأ أبو حيوة والأعمش عن أبي بكر وأبان نوحي بنون العظمة فالله مبتدأ و ما بعده خبر أو العزيز الحكيم صفتان وقوله تعالى : له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم .
4 .
- خبر له وعلى الأوجه السابقة استئناف مقرر لعزته تعالى وحكمته D تكاد السماوات وقريء يكاد بالياء يتفطرن يتشققن من عظمة الله تعالى وجلاله جل شأنه وروي ذلك عن قتادة وأخرج جماعة منهم الحاكم وصححه ابن عباس أنه قال : تكاد السماوات يتفطرن من الثقل وقيل : من دعاء الشريك والولد له سبحانه كما في سورة مريم وأيد هذا بقوله تعالى بعد : والذين اتخذوا من دونه أولياء فأيراد الغفور الرحيم بعد لأنهم استوجبوا بهذه المقالة