الكل إشارة وأنت المعنى يا من هو للقلوب مغناطيس وأكثر كلامه قدس سره من هذاالقبيل بل هو أم وحدة الوجود وأبوها وابنها وأخوها وإياك أن تقول كما قال ذلك الأجل حتى تصل بتوفيق الله تعالى ما إليه وصلو الله D الهادي إلى سواء السبيل ثم الكلام على السورة والحمد لله على جزيل نعمائه والصلاة والسلام على رسوله محمد مظهر أسمائه وعلى آله وأصحابه وسائر أتباعه وأحبائه وصلا وسلاما باقيين إلى يوم القيامة .
سورة الشورى .
42 - وتسمى سورة حم عسق وعسق نزلت على ما روي عن ابن عباس وابن الزبير بمكة وأطلق غير واحد القول بمكيتها من غير استثناء وفي البحر هي مكية إلا أربع آيات من قوله تعالى : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى إلا آخر أربع آيات وقال مقاتل : فيها مدنية قوله تعالى : ذلك الذي يبشر الله عباده إلى الصدور واستثنى بعضهم قوله تعالى : أم يقولون افترى الخ قال الجلال السيوطي : ويدل لهما أخرجه الطبراني والحاكم في سبب نزولها فإنها نزلت في الأنصار وقوله سبحانه : ولو بسط الله الرزق الخ فإنها نزلت في أصحاب الصفة رضي عنهم واستثنى أيضا الذين إذا أصابهم البغي إلى قوله تعالى : من سبيل حكاه ابن الفرس وسيأتي إن شاء الله تعالى ما يدل على استثناء غير ذلك على بعض الروايات وجوز أن يكون الإطلاق باعتبار الأغلب وعدد آياتها ثلاث وخمسون في الكوفي وخمسون فيما عداه والخلاف في حم عسق وقوله تعالى : كالأعلام كما فصله الداني وغيره ومناسبة أولها لآخر السورة قبلها اشتمال كل على ذكر القرآن وذب طعن الكفرة فيه وتسلية النبي ص .
بسم الله الرحمن الرحيم حم .
1 .
- عسق .
2 .
- لعلهما اسمان للسورة وأيد بعدهما آيتين والفصل بينهما في الخط وبورود تسميتها عسق من غير ذكر حم وقيل : هما اسم واحد وآية واحدة وحقه أن يرسم متصلا كما في كهيعص لكنه فصل ليكون مفتتح السورة على طرز مفتتح أخواتها حيث رسم الأول هما خبر ان لمبتدأ محذوف وقيل حم مبتدأ و عسق خبره وعلى الثاني الكل خبر واحد وقيل : إن حم عسق إشارة إلى هلاك مدينتين تبنيان على نهر من أنهارالمشرق يشق النهر بينهما يجتمع فيهما كل جبال يبعث الله تعالى على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها ويخسف بالأخرى في الليلة الأخرى وروي ذلك عن حذيفة وقيل : إن حم اسم من أسماء الله تعالى و عين إشارة إلى عذاب يوم بدر و سين إشارة إلى قوله تعالى : سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون و قاف إلى قارعة من السماء تصيب الناس وروي ذلك بسند ضعيف عن أبي ذر والذي يغلب على الظن عدم ثبوت شيء من الروايتين .
وفي البحر ذكر المفسرون في حم عسق أقوالا مضطربة لا يصح منها شيء ضربنا عن ذكرها صحفا وما ذكرناه أولا قد اختار غير واحد ومنهم من اختار أنها مقطعات جيء بها للأيقاظ وقرأ ابن عباس وابن مسعود حمسق بلا عين .
وقوله تعالى : كذلك يوحى إليك و إلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم .
3 .
- كلام مستأنف وارد لتحقيق أن مضمون السورة موافق لما في تضاعيف الكتب المنزلة على سائرالرسل المتقدمين في الدعوة إلى