D فقال : إن في قوله تعالى قل أرأيتم إن كان من عند الله إشعار بأن كونه من عنده سبحانه ينافي الكفر به وأنهم مسلمون ذلك لكن يطعنون في كونه من عنده D ولذا جعل نحو أساطير الأولين في جواب قولهم ماذا أنزل ربكم أنه إعراض عن كونه منزل او جواب بأنه لا منزل فأريد أنيبين إثبات كونه حقا من عنده تعالى على سبيل الكناية ليكون أوصل إلى الغرض ويناسب ما بني عليها لكلام من سلوك طريق الأنصاف فقيل : سنريهم أي سيري الله تعالى والألتفات للدلالة على زيادة الأختصاص وتحقيق ثبوت الإراءة ثم قيل : حتى يتبين لهم أنه الحق أي أن الله جل جلاله هو الحق من كل وجه ذاتا وصف باطل من كل وجه لا حق إلا هو سبحانه وإذا تبين لهم حقيقته عز شأنه من كل وجه يلزم ثبوت القرآن وكونه من عنده تعالى بالضرورة ثم قيل : أو لم يكف بربك أي أو لم يكفك شهوده تعالى على كل شيء فمنه سبحانه تشهد كل شيء لا من آيات الآفاق والأنفس تشهده استدل بالأثر على المؤثر والثاني من المؤثر على الأثر وهذا هو اللمي اليقيني وفي قوله تعالى : بربك مضافا إلى ضميره صلى الله عليه وسلّم وإيثاره على أولم يكف به إشعار بأنه E وأتباعه من كل العارفين هم الذين يكفيه مشهوده على كل شيء دليلا وأن ذلك لهم نفس عنايته تعالى وتربيته من دون مدخل لتعلمهم فيه بخلاف الأول ثم قيل : ألا أنهم في مرية من لقاء ربهم فلهذا لا يكفيهم أنه تعالى على كل شيء شهيد لأنه لا شهود لهم ليشهدوا شهوده تعالى فهو شامل لفريقي الأبرار والكفار أما الكفار فلأنهم في شك في الأصل أما الأبرار فلأنهم في شك من الشهود أي لا علم لهم به إلاإيمانا متمحضا التقليد .
وإطلاق المرية للتغليب ولا يخفى حسن موقعه ثم قيل : ألا إنه بكل شيء شهيد تتميما لقوله تعالى : أو لم يكف بربك لأن من أحاطب كل شيء علما وقدرة لم يتخلف شيء عن شهوده فمن شهده شهد كل شيء فهذا هوالوجه في تعميم الآيات من غيرتخصيص لها بالفتوح وهو أنسب من قول الحسن ومجاهد وأجرى علىقواعد الصوفية وعلما الأصول رحمةالله تعالىعليهم أجمعين انتهى وقد أبعد عليه الرحمةالمغزى وتكلف ما تكلف ونقل العارف الجامي قدس سره في نفحاته عن القاشاني أن قوله تعالى : سنريهم الخ يدل على وحدة الوجود وقد رأيت في بعض كتب القوم الأستدلال به على ذلك وجعل ضمير أنهالحق إلىالمرئي وتفسير الحق بالله D ومن هذا ونحوه قال الشيخ الأكبر قدس سره : سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها وهذه الوحدة هي التيح فيها الأفهام وخرجت لعدم تحقيق أمرها رقاب من ربقة الأسلام وللشيخ إبراهيم الكوراني قدس سره النوراني عدة رسائل في تحقيق الحق فيها وتشييد مبانيها نسأل الله تعالى أن بمن علينا بصحيح الشهود ويحفظنها بجوده عما علق بأذهان الملاحدة من وحدة الوجود وقريء إنه على كل شيء شهيد بكسر همزة أن على إضمار القول وقرأ السلمي والحسن في مرية بضم الميم وهي لغة فيها كالكسر ونحوها خفية بضم الخاء وكسرها والكسر أشهر لمناسبة الياء .
ومن كلمات القوم في الآيات إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون فيه إشارة إلى أن أجرالمؤمن الغيرالعامل ممنون أيمنق بالنسبة إلى أجر المؤمن العامل العامل علىالعمال البدنية كالصلاة والحج والجنة على الأعمال القلبية كالرضا والتوكل والشوق والمحبة وصدق الطلب وعلىالأعمال الروحانية كالتوجه إلى الله تعالى كشف الأسرار المعاني والأستئناس بالله تعالى والأستيحاش من الخلق والكرامات وعلى أعمال الأسرار كالأعراض عن السوي بالكلية دوام التجلي قل أئنكم لتفكرون بالذي خلق الأرض