على أن هذه الإرادةالآن وهم في ضعف وقلة قد تمت بالنسبة إلى إثبات حقية القرآن لأن من علم أنه تعالى على كل شيء شهيد وعلم أن القرآن معجز من عنده علم أن جميع ما فيه حق وصدق فعلم أن تلك النصرة كائنة .
والحاصل أنه كما يستدل من تلك الآيات على حقية القرآن وحقية أهله تارة يستدل من إعجاز القرآن على حقية تلك الآيات وقوعا وحقية أهل الأسلام أخرى فأدى المعنيان في عبارة جامعة تؤدي الغرضين على وجه لا يمكن أتم منه انتهى ولا يخفى أن في الآية عليه نوعا من الألغاز وقيل : أي ألم يغنهم عن إرادة الآيات الموعودة المبينة لحقية القرآن ولم يكفهم في ذلك أنه تعالى شهيد على جميع الأشياء وقد أخبرناه من عنده D وهو كما ترى وقيل : المعنى ولم يكفك أنه تعالى على كل شيء شهيد محقق له فيحقق أمرك بإظهار الآيات الموعودة كما حقق سائر الأشياءالموعودة وتعقب بأنه من إيهامه ما لا يليق بجلالة منصبه صلى الله تعالى عليه وسلم من التردد فيما ذكر من تحقق الموعود لا يلائم قوله تعالى : ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم أي في شأن عظيم من ذلك بالبعث لاستبعادهم إعادةالموتى بعد تبدد أجزائهم وتفرق أعضائهم فلا يلتفتون إلى ادلة ماينفعهم عند لقائه تعالى كحقية القرآن لأنه صريح في أن عدم الكفاية معتبر بالنسبة إليهم .
وقوله تعالى ألا إنه بكل شيء محيط .
54 .
- لبيان ما يترتب على تلك المرية بناء على أن المعنى أنه تعالىعالم بجميع الأشياء على أكمل وجه فلا يخفى عليه جل وعلا خافية منهم فيجازيهم جل جلاله على كفرهم ومريتهم لا محالة .
وقيل : دفع لمريتهم وشكهم في البعث وإعادة ما تفرقواختلط مما يتوهمون عدم إمكان تمييزه أي أنه تعالى عالم بجمل الأشياء وتفاصيله مقتدر عليها لا يفوته شيء منها فهو سبحانه يعلم الأجزاء ويقدر على البعث .
هذا وما ذكر في تفسير سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم في معنى ما روي عن الحسن ومجاهد والسدي وأبي المنهال وجماعة قالوا : إن قوله سبحانه : سنريهم الخ وعيد للكفار ربما يفتحه الله تعالى على رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم من الأقطار حول مكة وفي ذلك من الأرض كخيبر وأراد بقوله تعالى : في أنفسهم فتح مكة وقال الضحاك وقتادة : في الآفاق ما أصاب الأمم المكذبة في أقطار الأرض قديما وفي أنفسهم ما كان يوم بدر فإن في ذلك دلالة على نصرة من جاء بالحق وكذب من الأنبياء عليهم السلام فيدل على حقية النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وما جاء به من القرآن وأورد عليه أن سنريهم يأبى كونما في الآفاق ما أصاب الأمم المكذبة لكونه مرئيا قبل وقال عطاء وابن زيد : إن معنى سنريهم آياتنا في الآفاق أي أقطار السماء والأرض من الشمس والقمر وسائرالكواكب والرياح والجبال الشامخة وغير ذلك وفي أنفسهم من لطيف الصنعة وبديع الحكمة وضعف ذلك الأمام بنحو ما سمعت آنفا وأجيب بأن القوم وإن كانوا قد رأوا تلك الآيات إلا أن العجائب التي أودعها الله تعالى فيها مما لا نهاية لها فهو سبحانه يطلعهم عليها زمانا قريب فإن كل أحد يشاهد بنيةالأنسان إلا أن العجائب المودعة في تركيبها لا تحصى وأكثرالناس غافلون عن حمل على التفكر فيها بالقوارع التنزيلية والتنبيهات الأل كلما ازداد تفكراازداد وقوف افصح معنى الأستقبال .
واختار ذلك صاحب الكشف تبعا وجه مناسبة الآيات لما قبلها عليه وجعل ضمير أنه الحق لله