الآخرالآخر وفيه تغليب الخطاب وضمير العقلاء وجوز أن يكون الخطاب للعبدة لا غير والمراد بكفر بعضهم ببعض التناكر أي ثم يوم القيامة يظهر التناكر والتلاعن بينكم أيتها العبدة للاوثان .
ومأواكم النار أي هي منزلكم الذي تاوون اليه ولا ترجعون منه أبدا .
وما لكم من ناصرين .
52 .
- يخلصونكم منها كما خلصني ربي من النار التي القيتموني فيها وجمع الناصرين لوقوعه في مقابلة الجمع أي ما لأحد منكم من ناصر أصلا فأمن له لوط أي صدقه عليه السلام في جميع مقالاته أو بنبوته حين ادعاها لا أنه صدقه فيها دعا اليه من التوحيد ولم يكن كذلك قبل فانه عليه السلام كان متنزها عن الكفر وما قيل : إنه آمن له عليه السلام حين رأى النار لم تحرقه ضعيف رواية وكذا دراية لأنه بظاهره يقتضي عدم إيمانه قبل وهو غير لائق به عليه السلام وحمله بعضهم على نحو ما ذكرنا أو على أن يراد بالايمان الرتبة العالية منها وهي التي لا يرتقي اليها إلا الافراد ولوط على ما في جامع الاصول ابن أخيه هاران بن تارح وذكر بعضهم أنه ابن أخته باتاء الفوقية وقال ابراهيم عليه السلام كما ذهب اليه قتادة والنخعي وقيل : الضمير للوط عليه السلام وليس بشيء لما يلزم عليه من التفكيك والجملة إستئناف بياني كأنه قيل : فماذا كان منه عليه السلام فقيل : قال إني مهاجر أي من قومي إلى ربيأي إلى الجهة التي أمرني ربي بالهجرة اليها وقيل : إلى حيث لا أمنع عبادة ربي وقيل : المعنى مهاجر من خالفني من قومي متقربا إلى ربي إنه D هو العزيز الغالب على أمره فيمنعني أعدائي الحكيم .
62 .
- الذي لا يفعل فعلا الا وفيه حكمة ومصلحة فلا يأمرني إلا بما فيه صلاحي .
روي أنه عليه السلام هاجر من كوثي من سواد الكوفة مع لوطا وسارة أبنة عمه إلى حران ثم منها الى الشام فنزل قرية من أرض فلسطين ونزل لوط سلوم وهي المؤتفكة على مسيرة يوم وليلة من قرية ابراهيم عليهما السلام وكان عمره إذ ذاك على ما في الكشاف والبحر خمسا وسبعين سنة وهو أول من هاجر في الله تعالى ووهبنا له إسحاق ويعقوب ولدا ونافلة حين آيس من عجوز عاقر والجملة معطوفة على ما قبل ولا حاجة الى عطفها على مقدر كأصلحنا أمره ولم يذكر سبحانه اسماعيل عليه السلام قيل : لأن المقام مقام الامتنان وذكر الأحسان وذلك باسحاق ويعقوب لما أشرنا اليه بخلاف اسماعيل وقيل لأنه لا يناسب ذكره ههنا لأنه ابتلي بفراقه ووضعه في بمكة مع أمه دون أنيس وقال الزمخشري : إنه عليه السلام ذكر ضمنا وتلويحا بقوله تعالى وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ولم يصرح به لشهرة أمره وعلو قدره هذا مع أن المخاطب نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم وهو من أولاده وأعلم به والمراد بالكتاب جنسه المتناول للكتب الأربعة وآتيناه أجره على ما عمل لنا في الدنيا قال مجاهد : بأنجائه من النار ومن الملك الجبار والثناء الحسن عليه بحيث يتولاه كل أمة وضم إلى ذلك ابن جريج الولد الذي قرت به عينه .
وقد يضم إلى ذلك أيضا استمرار النبوة في ذريته وقال السدي : إن ذلك اراءته عليه السلام مكانه من الجنة وقال بعضهم : هو التوفيق لعمل الآخرة وقيل : هو الصلاة عليه إلى آخر الدهر وقال الماوردي :