يركبيركب الخلق يوم القيامة وتأويله بما أوله به ملا صدرا في أسفاره مما لا ينبغي أن يلتفت اليه وحينئذ فالاعادة تكون بتركيب ما أتحل من العناصر وضمه الى هذا الجزء فلا تكون اختراعا محضا واخراجا من كتم العدم الى الوجود في الحقيقة لكن لكل من البدء والاعادة شبه تام بالاختراع والاخراج المذكور وبه يصح أن يقال لكل اختراع واخراج من العدم الى الوجود فلا تغفل والجملة معطوفة على جملة سيروا في الارض داخلة معها في حيز القول ولا يضر تخالفهما خبرا وانشاء أفأنه جائز بعد القول وماله محل من الاعراب ولا يصح عطفها على بدأ الخلق لأنها لا تصلح أن تكون موقعا للنظر أما إن كان بمعنى الابصار فظاهر وأما إن كان بمعنى التفكر فلأن التفكر في الليل لا في النتيجة وإظهار الاسم الجليل وإيقاعه مبتدأ مع إضماره في بدأ لابراز مزيد الاعتناء ببيان تحقق الاعادة بالاشارة إلى علة الحكم فانه الاسم الجامع لصفات الكمال ونعوت الجلال وتكرير الاسناد ورد ما تقدم على مقتضى الظاهر فلا يحتاج للتوجيه وكون المراد منه ليس إثبات الاعادة لمن أنكرها فلذا لم ينسج على هذا المنوال غير مسلم وقرأ أبو عمرو وابن كثير النشاءة بالمد وهما لغتان كالرأفة والرآفة والقصر أشهر ومحلها النصب على أنها مصدر مؤكد لينشيء بحذف الزوائد والاصل الانشاءة أو بحذف العامل أي ينشيء فينشأون النشأة الآخرة نحو أنبتكم من الأرض نباتا إن الله على كل شيء قدير تعليل لما قبله بطريق التحقيق فان من علم قدرته D على جميع الممكنات التي من جملتها الاعادة لا يتصور أن يتردد في قدرته سبحانه عليها ولا في وقوعها بعدما أخبر به ثم أعلم أن أكثر المنكرين للبعث لا يقولون باستحالته كجمع النقيضين بل غاية ما عندهم استبعاده والرد على هؤلاء بهذ الآيات ونحوها ظاهر لما فيها مما يزيل الاستبعاد من الابداء الذي هو في الشاهد أشق من الاعادة ومنهم من يقول باستحالة اعادة المعدوم والرد عليهم بعد تسليم أن ما نحن فيه من اعادة المعدوم وليس من جمع المتفرق بابطال ما استدلوا به على الاستحالة وقد تكفلت الكتب الكلامية بذلك وأما الرد عليهم بهذه الآيات ونحوها فلما فيها من الاشارة إلى تزييف أدلة الاستحالة فتدبر يعذب من يشاء جملة مستأنفة لبيان ما بعد النشأة اةخرة أي يعذب بعد النشأة الآخرة من يشاء تعذيبه وهم المنكرون لها ويرحم من يشاء رحمته وهم المقرون بها واليه سبحانه لا إلى غيره تقلبون أي تردون والجملة تقرير للاعادة وتوطئة لما بعد وتقديم التعذيب لما أن الترهيب أنسب بالمقام من الترغيب وما أنتم بمعجزين له تعالى عن إجراء حكمه وقضائه عليكم في الأرض ولا في السماء أي بالهرب في الأرض الفسيحة أو الهبوط في مكان بعيد الغور والعمق بحيث لا يوصل اليه فيها ولا بالتحصن في السماء التي هي أفسح منها أو التي هي أمنع لمن حل فيها عن أن تناله أيدي الحوادث فيما ترون لو استطعتم الرقي اليها كما في قوله تعالى : إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرضفانفذوا أو البروج والقلاع المرتفعة في جهتها على ما قيل وهو خلاف الظاهر وقال ابن زيد والفراء : إن في السماء صلة موصول محذوف هو مبتدأ محذوف الخبر والتقدير ولا من في السماء بمعجز والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها وضعف بأن فيه حذف الموصول مع بقاء صلته وهو لا يجوز عند البصريين إلا في الشعر كقول حسان : أمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء