فارعي فزارة لا هناك المرتع وقياس تخفيف هذا التسهيل بين بين ثم الله ينشيء النشأة الآخرة أي بعد النشأة الأولى التي شاهدتموها والنشأة الايجاد والخلق والتعبير عن الاعادة التي هي محل النزاع بالنشأة الآخرة المشعرة بكون البدء نشأة أولى للتنبيه على أنهما شأن واحد من شؤون الله تعالى حقيقة واسما من حيث أن كلا منهما اختراع واخراج من العدم الى الوجود ولا فرق بينهما الا بالأولية والأخروية كذا قيل .
والظاهر أنه مبني على أن الجسد يعدم بالكلية ثم يعاد خلقا جديدا لا أنه تتفرق أجزاؤه ثم تجمع بعد تفرقها وإلى كل ذهب بعض والادلة متعارضة والمسألة كما قال ابن الهمام عند المحققين ظنية وفي كتاب الاقتصاد في الاعتقاد لحجة الاسلام الغزالي فان قيل : فما تقولون أتعدم الجواهر والاعراض ثم تعادان جميعا أو تعدم الأعراض دون الجواهر وإنما تعاد الاعراض قلنا : كل ذلك ممكن ولكن ليس في الشرع دليل قاطع على تعيين أحد هذه الممكنات انتهى وذهب ابن الهمام إلى أن الحق وقوع الكيفيتين اعادة ما انعدم بعينه وتأليف ما تفرق من الأجزاء وقد يقال : إن بدء الانسان ونحوه ليس اختراعا محضا واخراجا من كتم العدم الى الوجود في الحقيقة لما أنه مخلوق من التراب وسائر العناصر والظاهر أن فناءه ليس عبارة عن صيرورته عدما محضا بل هو عبارة عن انحلاله الي ما تركب منه ورجوع كل عنصر الى عنصره نعم لا شك في فناء بعض الاعراض وانعدامها بالكلية وقد يستثنى منه بعض الأجزاء فلا ينحل إلى ما منه التركيب بل يبقى على ما كان عليه وهو عجب الذنب لظاهر حديث الصحيحين ليس شيء من الانسان لا يبلى إلا عظا واحدا وهو عجب الذنب منه