منصوبامنصوبا بأعلم على أنه بمعنى عالم والمراد أنه D يجازي كلا ممن جاء بالهدى ومن هو في ضلال على عمله والجملة تقرير لقوله تعالى : إن الذي فرض عليك القرآن الخ وفي معالم التنزيل هذا جواب لكفار مكة لما قالوا للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم إنك في ضلال ولعله لهذا وكون السبب فيه مجيئه E اليهم بالهدى قيل : في جانبه صلى الله تعالى عليه وسلم من جاء بالهدى وفي جانبهم من هو في ضلال مبين ولم يؤت بهما على طرز واحد وما كنت ترجوا أن يلقى اليك الكتاب تقرير لذلك أيضا أي سيردك إلى المعاد كما أنزل اليك القرآن العظيم الشأن وما كنت ترجوه وقال أبو حيان والطبرسي : هو تذكير لنعمته D عليه E وقوله تعال : إلا رحمة من ربك على ما ذهب اليه الفراء وجماعة استثناء منقطع أي ولكن القاه تعالى اليك رحمة منه D وجوز أن يكون استثناء متصلا من أعم العلل أو من أعم الأحوال على أن المراد نفي الالقاء على أبلغ وجه فيكون المعنى ما ألقي اليك الكتاب لأجل شيء من الأشياء الا لأجل الترحم أو في حال من الأحوال إلا في حال الترحم فلا تكونن ظهيرا للكافرين .
68 .
- أي معينا لهم على دينهم قال مقاتل : إن كفار مكة دعوه صلى الله تعالى عليه وسلم إلى دين آبائه فذكره الله تعالى نعمه ونهاه عن مظاهرتهم على ما هم عليه ولا يصدنك أي الكافرون عن ءآيات الله أي قراءتها والعمل بها .
بعد إذ انزلت اليك أي بعد وقت انزالها وايحائها اليك المقتضي لنبوتك ومزيد شرفك وقرا يعقوب يصدنك بالنون الخفيفة وقريء يصدنك مضارع أصد بمعنى صد حكاه أبو زيد عن رجل من كلب قال : هي لغة قومه وقال الشاعر : أناس اصدوا الناس بالسيف عنهم صدود السواقي عن أنوف الحوائم وادع الناس إلى ربك إلى عبادته جل وعلا وتوحيده سبحانه ولا تكونن من المشركين .
78 .
- بمضاهرتهم ولا تدع مع الله إلها آخر أي ولا تعبد معه تعالى غيره D وهذا وما قبله للتهييج والهاب وقطع اطماع المشركين عن مساعدته E إياهم وإظهار أن المنهي عنه في القبح والشرية بحيث ينهى عنه من لا يتصور وقوعه منه أصلا وروى محيي السنة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : الخطاب في الظاهر للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم والمراد به أهل دينه وهو في معنى ما حكى عنه الطبرسي أن هذا وأمثاله من باب .
إياك أعني واسمعي يا جارة .
لا إله إلا هو وحده كل شيء أي موجود مطلقا هالك أي معدوم محض والمراد كونه كالمعدوم وفي حكمه إلا وجهه أي إلا ذاته D وذلك لأن وجود ما سواه سبحانه لكونه ليس ذاتيا بل هو مستند إلى الواجب تعالى في كل آن قابل للعدم وعرضة له فهو كلا وجود وهذا ما اختاره غير واحد من الاجلة والكلام عليه من قبيل التشبيه البليغ والوجه بمعنى الذات مجاز مرسل وهو مجاز شائع وقد يختص بما شرف من الذوات وقد يعتبر ذلك ههنا ويجعل نكتة العدول عن إلا إياه إلى ما في النظم الجليل .
وفي اةية بناى على ما هو الأصل من اتصال الاستثناء دليل على صحة إطلاق الشيء عليه جل وعلا