وأجيب بالتزام السابقية المذكورة ويكفي فيها كونه صلى الله تعالى عليه وسلم فيها بالقوة إذ كان في ظهر آدم عليهما الصلاة والسلامحين كان فيها وقيل : انه صلى الله تعالى عليه وسلم لما كان مستعدا لها من قبل كان كأنه كان فيها فالسابقية باعتبار ذلك الاستعداد على نحو ما قيل في قوله تعالى في الكفار : ثم إن مرجعهم لاءلى الجحيم ولا يخفى ما في كلا القولين من البعد وقريب منهما ما قيل : إن ذلك باعتبار أنه E دخلها ليلة المعراج وقد يقال : إن تفسيره بالجنة بيان لبعض ما يشعر به المعاد بأن يكون عبارة عن المحشر فقد صار كالحقيقة فيه لأنه ابتداء العود إلى الحياة التي كان المعاد عليها وجعله عظيما كما يشعر به التنوين لعظمه ماله صلى الله تعالى عليه وسلم فيه ومنه الجنة فالمعاد بواسطة تنوينه الدال على التعظيم يشعر بالجنة لأنها الحاوية مما أعد له صلى الله عليه وسلّم من الامور العظيمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقريب من تفسيره بيوم القيامة كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس وعبد بن حميد عن عكرمة إن أنه على ما ذكر اسم زمان وعلى ما تقدم اسم مكان .
ومما يشعر بأنه ليس المراد مجرد الرد إلى المحشر أو الآخرة أو يوم القيامة ما أخرجه الفريابي وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قال في الآية : إن له معادا يبعثه الله تعالى يوم القيامة ثم يدخله الجنة ويتخرج على نحو ما قلنا تفسيره بالمقام المحمود وهو مقام الشفاعة العظمى يوم القيامة .
وجاء في رواية أخرى رواها عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري أيضا تفسيره بالموت ورواها معهما عن الحبر الفريابي وابن أبي حاتم والطبراني وكونه معادا لقوله تعالى : وكنتم أمواتا فأحياكم ولعل تعظيمه باعتبار أنه باب لوصوله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى ما أعده الله D له من المقام المحمود والمنزلة العليا في الجنة إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وجل المقصود ما أشعر به التعظيم وأخرج ابن أبي حاتم عن نعيم القاري أنه فسر ببيت المقدس وكأن إطلاق المعاد عليه باعتبار أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أسري به اليه ليلة المعراج والوعد برده E اليه وعد له بالأسراء اليه مرة أخرى او باعتبار أن أرضه أرض المحشر فالمراد بالرد اليه الرد الى المحشر وهذا غاية ما يقال في توجيه ذلك فان قيل فذاك وإلا فالأمر اليك وكأني بك تختار ما في صحيح البخاري ورواه الجماعة الذين تقدم ذكرهم عن ابن عباس من أنه مكة وربما يخطر بالبال أن يراد بالمعاد الأمر المحبوب بنوع تجوز ويجعل بحيث يشمل مكة والجنة وغيرهما مما هو محبوب لديه صلى الله تعالى عليه وسلم ويراد برده E إلى الأمر المحبوب إيصاله اليه بعد أخرى فالرد هنا مثله في قوله تعالى : فردوا أيديهم في أفواههم وعليه يهون أمر اختلاف الروايات التي سمعتها في ذلك فتدبر .
قل ربي أعلم من جاء بالهدى يريد بذلك نفسه صلى الله تعالى عليه وسلم وبقوله سبحانه ومن هو في ضلال مبين .
58 .
- المشركين الذين بعث اليهم صلى الله تعالى عليه وسلم و من منتصب بفعل يدل عليه أعلم بأعلم لأن أفعل لا ينصب المفعول به في المشهور أي يعلم من جاء الخ وأجاز بعضهم أن يكون