وذكروذكر في كتابه مفاتيح الرحمة ومصابيح الحكمة عن ستين نبيا وحكيما أنهم قالوا بحقية هذا العلم وفي القلب من صحة هذه الأخبار شيء والأغلب على الظن أنه لو كان في الكيمياء خبر مقبول عند المحدثين لشاع ولما أنكرها من هو من أجلتهم كشيخ الاسلام تقي الدين أحمد بن تيمية فانه ينكر ثبوتها وألف رسالة في إنكارها ولعل رد الشيخ نجم الدين ابن أبي الذر البغدادي وتزييفه ما قاله فيها كما زعم الصفدي إنما كان فيما هو من باب الاستدلالات العقلية فان الرجل في باب النقليات مما لا يجاريه نجم الدين المذكور وأمثاله وهو من باب العقليات وإن كان جليلا أيضا إلا أنه دونه في النقليات والمطلب دقيق حتى أن بعض من تعقد عليه الخناصر اضطرب في أمرها فأنكرها تارة وأقر بها أخرى فهذا شيخ الحكماء ورئيسهم أبو علي بن سينا سمعت منقل عنه اولا وحكي عنه الرجوع عنه وعلى جودة ذهنه وعلو كعبه في الحكمة بأقسامها لم يقف على حقيقة عملها حتى قال الطغرائي في تراكيب الأنوار ما ينقضي عجبي من أبي علي بن سينا كيف استجاز وضع رسالة في هذا الفن فضح بها نفسه وخالف الاصول التي عنده وقصر فيها عن كثير من الحشوية الطغام المظلمة الأذهان الكليلة الأفهام .
وقال في جامع الاسرار : إن الشيخ أبا علي بن سينا لفرط شغفه بهذا العلم وحدسه القوي بأنه حق صنف رسالة فيه فأحسن فيما يتعلق باصول الطبيعيات ولخفاء طريق القوم واستعمائها دونه لم يذكر في التدابير المختصة بعلمنا لفظة صحيحة ولا أشار إلى ذكر المزاج الحق والأوزان والتراكيب المكتومة والنيران وطبقاتها والآلة التي لا يتم العمل إلا بها وهي أحد الشرائط العشرة ولم يتجاوز من عند الحشوية من تدابير الزوابق والكباريت والدفن في زبل الخيل والتشاغل بهذه القاذورات ولولا آفة الاعجاب وحسن ظن الانسان بعلمه وحرصه على أن لا يشذ عنه شيء من المعارف لكان من الواجب على مثله مع غزارة علمه وعلو طبقته في الابحاث الحقيقية أن يكتفي بما عنده ولا يتعرض لما لا يعلمه وقد تأدى إلينا من تدابيره عن أصحابه الذين شاهدوها أنه لم يكن يعرف حقيقة علمنا وقد رأينا بخطه من التعاليق الملتقطة من كلام جابر بن حيان وخالد بن يزيد ما يدل أيضا على ذلك اه ملخصا والكلام في هذا المطلب طويل وفيما ذكرنا كفاية لمن أحب الاطلاع على شيء مما قيل في ذلك والله تعالى الموفق ثم إن القول بأن المراد بالعلم في اةية علم استخراج الكنوز والدفائن يستدعي ثبوت هذا العلم وأهل علم الحرف وعلم الطلسمات يقولون به ولهم في ذلك كلام طويل يجوز ثبوته والله تعالى أعلم بثبوته في نفس الأمر .
أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا تقرير لعلمه ذلك وتنبيه على خطئه في اغتراره وعلمه بذلك من التوراة أو من موسى عليه السلام أو من كتب التواريخ أو من القصاص والقوة تحتمل القوة الحسية والمعنوية والجمع يحتمل جمع المال وجمع الرجال والمعنى ألم يقف على ما يفيده العلم ولم يعلم ما فعل الله تعالى بمن هو أشد منه قوة حسا أو معنى وأكثر مالا أو جماعة يحوطونه ويخدمونه حتى لايغتر بما بما اغتر به ويحتمل أن تكون الهمزة للانكار داخلة على مقدر وجملة ولم يعلم حالية مقررة للانكار ودالة على انتفاء ما دخلت عليه كما في قولك : أتدعي الفقه وأنت لا تعرف شروط الصلاة والمراد رد ادعائه العلم والتعظم به بنفي هذا العلم عنه أي أعلم ما ادعاه ولم يعلم هذا حتى يقي به نفسه مصارع الهالكين وقيل : إن لم