وفي نهيهم إياه عن نسيان ذلك حض عظيم له على التزود من ماله للآخرة فان من يكون نصيبه من دنياه وجميع ما يملكه الكفن لا ينبغي له ترك التزود من ماله وتقديم ما ينفعه في آخرته وأحسن إلى عباد الله D كما أحسن الله إليك أي مثل إحسانه تعالى فيما أنعم به عليك والتشبيه في مطلق الاحسان أو لأجل إحسانه سبحانه إليك على أن الكاف للتعليل .
وقيل : المعنى وأحسن بالشكر والطاعة كما أحسن الله تعالى عليك بالانعام والكاف عليه أيضا تحتمل التشبيه والتعليل ولا تبغ الفساد في الأرض نهي عن الاستمرار على ما هو عليه من الظلم والبغي .
إن الله لا يحب المفسدين .
77 .
- الكلام فيه كالكلام في قوله سبحانه : إن الله لايحب الفرحين وهذه الموعظة بأسرها كانت من مؤمني قومه كما هو ظاهر اةية وقيل : إنها كانت من موسى عليه السلام قال مجيبا لمن نصحه إنما أوتيته على علم عندي كأنه يريد الرد على قولهم : كما أحسن الله اليك لإنبائه عن أنه تعالى أنعم عليه بتلك الأموال والذخائر من غير سبب واستحقاق من قبله وحاصله دعوى استحقاقه لما أوتيه لما هو عليه من العلم وقوله على علم عند أكثر المعربين في موضع الحال من مرفوع أوتيته قيد به العامل إشارة إلى علة الايتاء ووجه استحقاقه له أي إنما اوتيته كائنا على علم وجوز كون على تعليلية والجار والمجرور متعلق بأوتيت على أنه ظرف لغو كأنه قيل أوتيته لأجل علم و عندي في موضع الصفة لعلم والمراد لعلم مختص بي دونكم وجوز كونه متعلقا بأوتيت ومعناه في ظني ورأيي كما في قولك : حكم كذا الحل عند أبي حنيفة عليه الرحمة وفي الكشاف ما هو ظاهر في أن عندي إذا كان بمعنى في ظني ورأيي كان خبر مبتدأ محذوف أي هو في ظني ورأيي هكذا والجملة عليه مستأنفة تقرر أن ما ذ : ره رأي مستقر هو عليه قال في الكشف : وهذا هو الوجه والمراد بهذأ العلم قيل علم التوراة فانه كان أعلم بني اسرائيل بها وقال أبو سليمان الداراني : علم التجارة ووجوه المكاسب وقال ابن المسيب : علم الكيمياء وكان موسى عليه السلام يعلم ذلك فأفاد يوشع بن نون ثلثه وكالب بن يوفا ثلثه وقارون ثلثه فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه فكان يأخذ الرصاص والنحاس فيجعلهما ذهبا وقيل : علم الله تعالى موسى عليه السلام علم الكيمياء فعلمه موسى اخته فعلمته أخته قارون وروي عن ابن عباس تخصيصه بعلم صنعة الذهب وقيل : علم استخراج الكنوز والدفائن وعن أبي زيد أن المراد بالعلم علم الله تعالى وأن المعنى أوتيته على علم من الله تعالى وتخصيص من لدنه سبحانه قصدني به و عندي عليه بمعنى في ظني ورأيي وقيل : العلم بمعنى المعلوم كثله في قوله تعالى : ولا يحيطون بشيء من علمه وإلى ذلك ما يشير ما روي عن مقاتل أنه قال أي على خير علمه الله تعالى عندي وتفسيره بعلم الكيمياء شائع فيما بين أهلها وفي مجمع البيان حكايته عن الكلبي أيضا وأنكره الزجاج وقال : إنه لا يصح لأن علم الكيمياء باطل لا حقيقة له وتعقبه الطيبي بأنه لعله كان من قبيل المعجز وتعقب بأنه ليس بسديد وإلا لما تمكن قارون منه وإنكار الكيمياء وهو لفظ يوناني معناه الحيلة أو عبراني وأصله كيم يه بمعنى أنه من الله تعالى أو فارسي وأصله كي ميا بمعنى متى