بعد ليل وليل بعد نهار إذا أراد الله تعالى شأنه استمرار أحدهما وإنما القادر على الاتيان بذلك هو الله سبحانه وحده من غير نظد إلى كون ذلك الاتيان عقيدا بتلك الارادة فتدبر ومن رحمته أي بسبب رحمته جل شأنه جعل الليل والنهار لتسكنوا فيه أي في الليل ولتبتغوا من فضله أي في النهار بالسعي بأنواع المكاسب ففي الآية ما يقال له اللف والنشر ويسمى أيضا التفسير كقول ابن جيوش : ومقرطق يغني النديم بوجهه عن كأسه الملأى وعن ابريقه فعل المدام ولونها ومذاقها في مقلتيه ووجنتيه وريقه وضمير فضله لله تعالى وجوز أبو حيان كونه للنهار على الاسناد المجازي وهو خلاف الظاهر وفيها إشارة إلى مدح السعي في طلب الرزق وقد ورد الكاسب حبيب الله وهو لاينافي التوكل وأن ما يحصل للعبد بواسطته فضل من الله D وليس مما يجب عليه سبحانه ولعلكم تشكرون .
37 .
- أي ولكي تشكروا نعمته تعالى فعل ما فعل أو لتعرفوا نعمته تعالى وتشكروه عليها ويوم يناديهم منصوب باذكر .
فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون .
47 .
- تقريع إثر تقريع للاشعار بأنه لا شيء أجلب لغضب الله تعالى من الاشراك كما لا شيء أدخل في مرضاته من توحيده D أو أن الأول لبيان فساد رأيهم كما يشير اليه قوله تعالى هناك : حق عليهم القول وهذا لبيان أن إشراكهم لم يكن عن سند بل عن محض هوى كما يشير اليه قوله تعالى بعد هاتوا برهانكم أو الأول إحضار للشركاء بعدم الصلوح لقوله سبحانه بعده : ادعوا شركاءكم فدعوهم وهذا تحسير بأنهم لم يكنوا في شيء من اتخاذهم ألا ترى قوله تعالى : وضل عنهم ما كانوا يفترون ونزعنا عطف على يناديهم وصيغة الماضي للدلالة على التحقق أو حال من فاعله باضمار قد أو بدونه والالتفات إلى نون العظمة لابراز كمال العناية بشأن النزع وتهويله أي أخرجنا بسرعة من كل أمة من الأمم شهيدا شاهدا يشهد عليهم بما كانوا عليه وهو نبي تلك الأمة كما روي عن مجاهد وقتادة ويؤيد قوله تعالى : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا وهذا في موقف من مواقف يوم القيامة فلا يضر كون الشهيد في موقف آخر غير الأنبياء عليهم السلام وهم أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أو الملائكة عليهم السلام لقوله تعالى : وجيء بالنبيين والشهداء فانه دال في الظاهر على مغايرة الشهداء للانبياء عليهم السلام .
وقيل : يجوز اتحاد الموقف والدلالة على المغايرة غير مسلمة ولو سلمت فشهادة الأنبياء عليهم السلام لا تنافي شهادة غيرهم معهم وقوله تعالى : من كل أمة وإفراد شهيد ظاهر فيما تقدم ومن هنا قال في البحر قيل : أي عدولا وخيارا والشهيد عليه اسم جنس فقلنا لكل من تلك الأمم هاتوا برهانكم على صحة ما كنتم تدينون به فعلموا يومئذ أن الحق لله في الألوهية لا يشاركه سبحانه فيها أحد .
وضل عنهم أي وغاب عنهم غيبة الشيء الضائع فضل مستعار لمعنى غاب استعارة تبعية .
ما كانوا يفترون .
57 .
- في الدنيا من الباطل إن قارون اسم اعجمي منع الصرف للعلمية والعجمة