الأصل فيالوا العطف وفي الجملة الإستقلال ولإفادته تكثير أسباب التهويل والإستقطاع مع عدم الإحتياج إلى تقدير قد والباء من بهم للسببية أي تقطعت بسبب كفرهم الأسباب التي كانوا يرجون منها النجاة وقيل : للملابسة أيتقطعت الأسباب موصولة بهم كقولك : خرج زيد بثيابه وقيل : بمعنى عن وقيل : للتعدية أيقطعتهم الأسباب كما تقول : تفرقت بهم الطريق ومنه قوله تعالى : فتفرق بكم عن سبيله وأصل السبب الحبل مطلقا أو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء أو الحبل الذي أحد طرفيه متعلق بالسقف أو الحبل الذي يرتقي به النخل والمراد ب الأسباب هنا الوصل التي كانت بين الأتباع والمتبوعين في الدنيا من الأنساب والمحاب والإتفاق على الدين والإتباع والإستتباع وقريء تقطعت بالبناء للمفعول وتقطعجاء لازما ومتعديا وقال الذين أتبعوا لو أن لنا كرة أي لو ثبت لنا عودة ورجوع إلى الدنيا .
فنتبرأ منهم أي من المتبوعين كما تبرؤا منا تمنوا الرجوع إلى الدنيا حتى يطيعوا الله تعالى فيتبرؤا من متبوعيهم في الآخرة إذا حشروا جميعا مثل تبريء المتبوعين منهم مجازاة لهم بمثل صنيعهم أي كما جعلوا بالتبري غائظين متحيرين على متابعتهم نجعلهم أيضا بالتبري غائظين متحيرين على ما حصل لنا بترك متابعتهم ولذا لم يتبرؤا منهم قبل تمني الرجوع لأنه لايغيظ المتبوعين حيث تبرؤا من الأتباع أو لا ومن هنا يظهر وجه القراءة على البناء للفاعل لأن تبرؤا الأتباع من المتبوعين بالآخرة بالإنفصال عنهم بعد ما تبين لهم عدم نفعهم وذلك لا يغيظ المتبوعين لإشتغال كل منهم بما يقاسيه فلذا تمنوا الرجوع إلى الدنيا ليتبرؤا منهم تبرؤا يغيظهم وأما قوله سبحانه : كما تبرؤا فلا يقتضي إلا وقوع التبرؤ من المتبوعينوهو منصوص في آية أخرىولايقتضي أن يكون مذكورا فيما سبق وقيل : إن الأتباع بعد أنتبرؤامن المتبوعين يوم القيامة تمنوا الكرة إلى الدنيا مع متبوعيهم ليتبرؤا منهم فيها ويخذلوهم فيجتمع لهم ذل الدنيا والآخرة ويحتاج هذا التوجيه إلى إعتبار التغليب في لنا أي لنا ولهم إذ التبرؤ في الدنيا إنما يتصور إذا رجع كلتا الطائفتين .
كذلك في موضع المفعول المطلق لما بعده والمشار إليه الأراء المفهوم من إذ يرون أي كأراء العذاب المتلبس بظهور أن القوة لله والتبري وتقطع الأسباب وتمني الرجعة .
يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وجوز أن يكون المشار إليه المصدر المفهوم مما بعد والكاف مقحمة لتأكيد ما أفاده أسم الإشارة من الفخامة ومحله النصب على المصدرية أيضا أي ذلك الأراء الفظيع يريهم على حد ما قيل في قوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا والجملة تذييل لتأكيد الوعيد وبيان حال المشركين في الآخرة وخلود عذابهم ويجوز أن تكون إستئنافا كأنه لما بولغ في وعيدهم وتفظيع عذابهم كان محل أن يتردد السامع ويسأل هل لهم سوى ذلك من العذاب أم تم فأجيب بما ترى و حسرات أي ندمات وهو مفعول ثالث ليرى إن كانت الرؤية قلبية وحال من أعمالهم إن كانت بصرية ومعنى رؤية هؤلاء المشركين أعمالهم السيئة يوم القيامة حسرات رؤيتها مسطورة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وتيقن الجزاء عليها فعند ذلك يندمون على ما فرطوا في جنب الله تعالى و علهم صفة حسرات وجوز تعلقه بها على حذف المضاف أي تفريطهم لأنحسر يتعدى بعليوأستدل بالآية من ذهب إلى أن الكفار مخاطبون بالفروع وما هم بخارجين من النار 761 المتبادر في أمثاله حصر النفي في المسند إليه نحو وما أنا