عنه إحترازا عن اللبس وقيل : إن أحب أكثر من حب فلو صيغ منه أفعل لتوهم أنه من المزيد .
ولو يرى الذين ظلموا أي لو يعلم هؤلاء الذين ظلموا بالإتخاذ المذكور ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أن ذلكالإتخاذظلم عظيم وأن أتصاف المتخذين به أمر معلوم مشهور حيث عبر عنه بمطلق الظلم والموصول والصلة للأشعار بسببرؤيتهم العذاب المفهومة من قوله سبحانه : إذ يرون العذاب أي عاينوا العذاب المعد لهم وابصروه يوم القيامة وأورد صيغة المستقبل بعد لو و إذ المختصين بالماضي لتحقق مدلوله فيكون ماضيا تأويلا مستقبلا تحقيقا فروعي الجهتان .
أن القوة لله جميعا ساد مسد مفعولي يرى وجواب لو محذوف للإيذان بخروجه عن دائرة البيان أي لوقعوا من الحسرة والندامة فيما لا يكاد يوصف وقيل : هو متعلق الجواب والمفع ولا محذوفانوالتقدير ولو يرى الذين ظلموا أندادهم لا تنفع لعلموا أن القوة لله جميعا لا ينفع ولا يضر غيره وقرأ إبن عامر ونافع ويعقوب ترى على أن الخطاب له صلى الله تعالى عليه وسلم أو لكل أحد ممن يصلح للخطاب فالجواب حينئذ لرأيت أمرا لا يوصف من الهول والفظاعة وإبن عامر إذ يرون بالبناء للمفعول ويعقوب إن بالكسر وكذا وأن الله شديد العذاب على الإستئناف أو إضمار القولأي قائلين ذلك وفائدة هذه الجملة المبالغة في تهويل الخطب وتفظيع الأمر فإن إختصاص القوة به تعالى لا يوجب شدة العذاب لجواز تركه عفوا مع القدرة عليه إذ تبرأ الذين أتبعوا بدل من إذ يرون مطلقا وجاز الفصل بين البدل والمبدل منه بالجواب ومتعلقه لطول البدل وجوز أن يكون ظرفا ل شديد العذاب أو مفعولالا ذكرواوزعم بعضهم أنه بدل من مفعول ترى على قراءة الخطاب كما أن إذ يرون بدل منه أيضا وأن القوة في موضع بدل الإشتمال من العذاب ولا يخفى أن هذا يقتضي جواز تعدد البدل ولم يعثر عليه في شيء من كتب النحو وأيضا يرد عليه أن المبدل منه في بدل الإشتمال يجب أن يكون متقاضيا للبدل دالا عليه إجمالا وأن يكون البدل مشتملا على ضمير المبدل منهوكلاهما مفقودانوالمعنى إذ تبرأ الرؤساء المتبعون من الذين أتبعوا أي المرؤوسين بقولهم : تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون وقرأ مجاهد الأول على البناء للفاعل والثاني على البناء للمفعول أي تبرأ الإتباع وانفصلوا عن متبوعيهم وندموا على عبادتهم وزاوا العذاب حال من الأتباع والمتبوعين كما في لقيته راكبين أي رائين له فالواو للحال و قد مضمرة وقيل : عطف على تبرأ وفيه أنه يؤدي إلى إبدال إذ رأوا العذاب من إذ يرون العذاب وليس فيه كثير فائدة لأن فاعل الفعلين وإن كانا متغايرين إلا أن تهويل الوقت بإعتبار ما وقع فيه وهو رؤية العذاب ولأن الحقيق بالإستفظاع هو تبرؤهم حال رؤية العذاب لا هو نفسه وأجيب أن البدل الوقت المضاف إلى الأمرين والمبدل منه الوقت المضاف إلى واحدوهو الرؤية فقطوفيه أن هذا أيضا لا يخرج ذلك عن الركاكة إذ بعد تهويل الوقت بإضافته إلى رؤية العذابلا حاجة إلى جمعها مع التبري بخلاف ما إذا جعل حالا فإن البدل هو التبرؤ الواقع في حال رؤية العذاب .
وتقطعت بهم الأسباب 661 إما عطف على تبرأ أو رأوا أو حال ورجح الأول لأن