تعالى و من دون الله حال من ضمير يتخذ والأنداد الأمثال والمراد بها الأصنام كما هو الشائع في القرآن والمروي عن قتادة ومجاهد وأكثر المفسرين وقيل : الرؤساء الذين يطيعونهم طاعة الأرباب من الرجال وروى عن السدي ونسب إلى الصادق رضي الله تعالى عنهوقيل : المراد أعم منهما وهو ما يشغل عن الله تعالى والمعنى ومن الناس من يتخذ متجاوزين الإله الواحد الذي ذكرت شئونه الجليلة أمثالا فلا يقصرون الطاعة عليه سبحانه بل يشاركونهم إياه وإيثار الأسم الجليل لتعيينه تعالى بالذات غب تعيينه بالصفات يحبونهم كحب الله إما جملة مستأنفة أو صفة الأنداد أو صفةلمنإذا جعلتها نكرة موصوفة مسوقة لبيان وجه الإتخاذ والمحبةميل القلب من الحب واحد الحبوب أستعير لحبة القلب وسويدائه ثم اشتق منه الحب لأنه يؤثر في صميم القلب ويرسخ فيه ومحبة العباد لله تعالى عند جمهور المتكلمين نوع من الإرادة سواء قلنا إنها نفس الميل التابع لإعتقاد النفع كما هو رأي المعتزلة أو صفة مرجحة مغايرة له كما هو مذهب أهل السنة فلا تتعلق إلا بالجائزات ولا يمكن تعلقها بذاته تعالى فمحبة العبد له سبحانه إرادة طاعته وتحصيل مراضيه وهذا مبني على إنحصار المطلوب بالذات في اللذة ورفع الألم والعارفون بالله سبحانه قالوا : إن الكمال أيضا محبوب لذاته فالعبد يحب الله تعالى لذاته لأنه الكامل المطلق الذي لا يداني كماله كمال وأما محبة خدمته وثوابه فمرتبة نازلة ومحبة الله تعالى للعباد صفة له عز شأنه لا تتكيف ولا يحوم طائر الفكر حول حماها وقيل : إرادة إكرامه وإستعماله في الطاعة وصونه عن المعاصي والمراد بالمحبة هنا التعظيم والطاعة أي أنهم يسوون بين الله تعالى وبين الأنداد المتخذة فيعظمونهم ويطعيعونهم كما يعظمون الله تعالى ويميلون إلى طاعته وضمير الجمع المنصوب راجع إلى الأنداد فإن أريد بها الرؤساء فواضح وإلا فالتعبير عنها بمضير العقلاء بإعتبار ذلك الزعم الباطل أنهم أنداد الله تعالى والمصدر المضاف من المبني للفاعل وفاعله ضميرهم بقرينة سبق الذكر وإن المشركين يعترفون به تعالى ويلجأون إليه في الشدائد ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين وقيل وهو الخلاف الظاهر وعدول عما يقتضيه كون جملةيحبونهم بيانا لوجه الإتخاذ إنه مصدر المبني للمفعول وأستغنى عن ذكر من يحب لأنه غير ملبس والمعنى على تشبيه محبوبية الأنداد من جهة المشركين بمحبوبيته تعالى من جهة المؤمنين ولا ينافي ذلك قوله تعالى والذين آمنوا أشد حبا لله لأن التشبيه إنما وقع بين المحبوبتين وذلك يقتصر أن يكون محبوبية الأصنام مماثلا لمحبوبيته تعالى والترجيح بين المحبتين لكن بإعتبار رسوخ إحداهما دون الأخرى فإن المراد بشدة محبة المؤمنين شدتها في المحل وهو رسوخها فيهم وعدم زوالها عنهم بحال لا كمحبة المشركين لآلهتهم حيث يعدلون عنها إلى الله تعالى عند الشدائد ويتبرؤن منها عند معاينة الأهوال ويعبدون الصنم زمانا ثم يرفضونه إلى غيره وربما أكلوهكما يحكي : أن باهلة كانت لهم أصنام من حيس فجاعوا في قحط أصابهم فأكلوها ولله أبوهم فإنه لم ينتفع مشرك بآلهته كإنتفاع هؤلاء بها فإنهم ذاقوا حلاوة الكفر وليس المراد من شدة المحبة شدتها وقوتها في نفسها ليرد أنا نرى الكفار يأتون بطاعات شاقة لا يأتي بشيء منها أكثر المؤمنين فكيف يقال : إن محبتهم أشد من محبتهم ومن هذا ظهر وجه إختيار أشد حبا على أحب إذ ليس المراد الزيادة في أصل الفعل بل الرسوخ والثبات وهو ملاك الأمر ولهذا نزل فأستقم كما أمرت وكان أحب الأعمال إليه صلى الله تعالى عليه وسلم أدومها وقال العلامة : عدل عن أحب إلى اشدلأنه شاع في الأشد محبوبيةفعدل