منافعهم إليهم برفق ومن ذلك إنزال الماء من السماء واخضرار الرض بسببه خيبر .
63 .
- أي عليم بدقائق الأمور ومنها مقادير مصالح عباده .
وقال ابن عباس : لطيف بأرزاق عباده خبير بما في قلوبهم من القنوط وقال مقاتل : لطيف باستخراج النبات خبير بكيفية خلقه وقال الكلبي : لطيف بأفعاله خبير بأعمال عباده وقال ابن عطية : اللطيف هو المحكم للأمور برفق ونقل الآدمي أنه العالم بالخفيات وأنت تعلم أنه المعنى المشهور للخبير وفسره بعضهم بالمخبر ولا يناسب المقام كتفسير اللطيف بما لا تدركه الحاسة .
له ما في السماوات وما في الأرض خلقا وملكا وتصرفا فاللام للإختصاص التام وإن الله لهو الغني الذي لا يفتقر إلى شيء أصلا الحميد .
64 .
- الذي حمده بصفاته وأفعاله جميع خلقه قالا أو حالا .
ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض أي جعل ما فيها من الأشياء مذللة لكم معدة لمنافعكم تتصرفون فيها كيف شئتم وتقديم الجار والمجرو على المفعول الصريح لما مر غير مرة من الإهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر والفلك بالنصب وإسكان اللام وقرأ ابن مقسم والكسائي عن الحسن بضمها وهو معطوف على ما عطف الخاص على العام تنبيها على غرابة تسخيرها وكثرة منافعها .
وجوز أن يكون عطفا على الاسم الجليل وقوله تعالى تجري في البحر بأمره على الأول حال منه وعلى الثاني خبر لأن وتكون الواو قد عطفت الاسم على الاسم والخبر على الخبر وهو خلاف الظاهر وفي البحر هو إعراب بعيد عن الفصاحة وقرأ السلمي والأعرج وطلحة وأبو حيوة والزعفراني والفلك بالرفع على الإبتداء وما بعده خبره والجملة مستأنفة .
وجوز أن تكون حالية وقيل : يجوز أن يكون الرفع بالعطف على محل أن مع اسمها وهو على طرز العطف على الاسم ويمسك السماء أن تقع على الأرض أي عن أن تقع عليها فالكلام على حذف حرف الجر وأن وما بعدها في تأويل مصدر أو مجرور على القولين المشهورين في ذلك وجعل بعضهم ذلك في موضع المفعول لأجله بتقدير كراهة أن تقع عند البصريين والكوفيون يقدرون لئلا تقع .
وقال أبو حيان : الظاهر أن تقع في موضع نصب بدل اشتمال من السماء أي ويمنع وقوع السماء على الأرض ورد بأن الإمساك بمعنى اللزوم يتعدى بالباء وبمعنى الكف بعن وكذا بمعنى الحفظ والبخل كما في تاج المصادر وأما بمعنى المنع فهو غير مشهور وتعقب بأنه ليس بشيء لأنه مشهور مصرح به في كتب اللغة قال الراغب : يقال أمسكت عنه كذا أي منعته قال تعالى هل هن ممسكات رحمته وكني عن البخل بالإمساك أه وصرح به الزمخشري والبيضاوي في تفسير قوله تعالى إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا نعم الأظهر هو الإعراب الأول والمراد بإمساكها عن الوقوع على الأرض حفظ تماسكها بقدرته تعالى بعد أن خلقها متماسكة آنا فآنا وعدم تعلق إرادته سبحانه بوقوعها قطعا قطعا وقيل إمساكه تعالى إياها عن ذلك بجعلها محيطة لا ثقيلة ولا خفيفة وهذا مبني على اتحاد السماء والفلك وعلى قول الفلاسفة المشهور