ووجه إطلاقها عليها بناء على أنها ليست لذوي العقول أنها أجريت مجرى الجمادات لكفرها وفي قوله صلى الله عليه وسلّم التي أمرتهم دون الذين أمروهم إشارة إلى ذلك ثم في عدم تناول الآية الإصنام هنا من البعد ما فيه فلعل هذه الرواية لم تثبت ولمولانا أبي السعود كلام مبناه خبر أنه A رد على ابن الزبعري بقوله ما أجهلك بلغة قومك الخ وقد علمت ما قاله الحافظ ابن حجر فيه وهو أمثاله المعول عليهم في أمثال فلا ينبغي الإغترار بذكره في أحكام الآمدي وشرح المواقف وفصول البدائع للفناوي وغير ذلك مما لا يحصى كثرة فماء ولا كصداء ومرعى ولا كالسعدان وأورد على القول بأن العموم بدلالة النص والتخصيص بما نزل بعد حديث الخلاف في التخصيص بالمستقبل المتراخي ويعلم الجواب عنه مما تقدم وقيل هنا زيادة على ذلك إن ذلك ليس من تخصيص العام المختلف فيه لأن العام هناك هو اللفظ الواحد الدال على مسميين فصاعدا مطلقا معا وهو ظاهر فيما فيه الدلالة عبارة والعموم هنا إنما فهم من دلالة النص ولا يخفى أن الأمر المانع من التأخير ظاهر في عدم الفرق فتدبر فالمقام حري به والحصب ما يرى به وتهيج به النار من حصبه إذا رماه بالحصباء وهي صغار الحجارة فهو وضعا عام استعمالا وعن ابن عباس أنه الحطب بالزنجية وقرأ علي وأبي وعائشة وابن الزبير وزيد بن علي رضي الله تعالى عنهم حطب بالطذاء وقرأ ابن أبي السمقيع وابن أبي عبلى ومحبوب وأبو حاتم عن ابن بشير حصب بإسكان الصاد ورويت عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهو مصدر وصف به للمبالغة وفي رواية أخرى عنه قرأ حضب بالضاد المعجمة المفتوحة وجاء عنه أيضا إسكانها وبه قرأ كثير عزة ومعنى الكل واحد وهو معنى الحصب بالصاد أنتم لها واردون .
98 .
- استئناف نحوي مؤكد لما قبله أو بدل مر حصب جهنم وتبدل الجملة من المفرد ولا يضر كونه في حكم النتيجة وجوز أبو البقاء كون الجملة حالا من جهنم وهو كما ترى واللام معوضة من على للدلالة على الإختصاص وأن ورودهم لأجلها وهذا مبني على أن الأصل تعدي الورود إلى ذلك بعلى كما أشار إليه في القاموس بتفسيره بالإشراف على الماء وهو في الإستعمال كثير وإلا فقد قيل إنه متعد بنفسه كما في قوله تعالى ورودها فاللام للتقوية لكون المعمول مقدما والعامل فرعي وقيل إن اللام بمعنى إلى كما في قوله تعالى بأن ربك أوحى لها وليس بذلك .
والظاهر أن الورود هنا ورود دخول والخطاب للكفرة وما يعبدون تغليبا لو كان هؤلاء آلهة كما تزعمون أيها العابدون إياها ما وردوها وحيث تبين ورودهم إياها على أتم وجه حيث أنهم حصب جهنم امتنع كونهم آلهة بالضرورة وهذا ظاهر في أن المراد مما يعبدون الأصنام لا الشياطين لأن المراد به إثبات نقيض ما يدعونه وهم يدعون إلهية الأصنام لا إلهيتها حتى يحتج بورودها النار على عدمها نعم الشياطين التي تعبد داخلة في حكم النص بطريق الدلالة فلا تغفل .
وكل من العبدة والمعبودين فيها خالدون .
99 .
- باقون إلى الأبد لهم فيها زفير هو صوت نفس المغموم يخرج من أقصى الجوف وأصل الزفر كما قال الراغب : ترديد النفس حتى تنتفخ منه الضلوع والظاهر أن ضمير لهم للكل أعني العبدة والمعبودين وفيه تغليب العقلاء على غيرهم من الأصنام حيث