إلى إلهك قربانا لما رأيت من قدرته وعزته فيما صنع بك حين أبيت إلا عبادته وتوحيده إني ذابح له أربعة آلاف بقرة فقال له إبراهيم عليه السلام : إنه لا يقبل الله تعالى منك ما كنت على دينك حتى تفارقه وترجع إلى ديني فقال : لا أستطيع ترك ملكي ولكن سوف أذبحها له فذبحها وكف عن إبراهيم عليه السلام وكان إبراهيم عليه السلام إذ ذاك ابن ستة عشرة سنة وفي بعض الآثار أنهم لما رأوه عليه السلام لم يحترق قال : إنه سحر النار فرموا فيها شيخا منهم فاحترق وفي بعضها أنهم لما رأوه عليه السلام سالما لم يحترق من غير وثاقه قال هاران أبو لوط عليه السلام : إن النار لا تحرقه لأنه سحرها لكن اجعلوه على شيء وأوقدوا تحته فإن الدخان يقتله فجعلوه فوق تبن وأوقدوا تحته فطارة شرارة إلى لحية هاران فأحرقته وأخرج عبد بن حميد عن سليمان ابن صرد وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلّم أن أبا لوط قال وكان عمه : إن النار لم تحرقه من أجل قرابته مني فأرسل الله تعالى عنقا من النار فأحرقه والأخبار في هذه القصة كثيرة لكن قال في البحر : قد أكثر الناس في حكاية ما جرى لإبراهيم عليه السلام والذي صح هو ما ذكره تعالى من أنه عليه السلام ألقي في النار فجعلها الله تعالى عليه عليه السلام بردا وسلاما .
ثم إن الظاهر أن الله تعالى هو القائل لها كوني بردا الخ وأن هناك قولا لا حقيقة وقيل القائل جبرائيل عليه السلام بأمره سبحانه وقيل قول ذلك مجاز عن جعلها بإردة والظاهر أيضا أن الله D سلبها خاصتها من الحرارة والإحراق وأبقى فيها الإضاءة والإشراق وقيل إنها انقلبت هواء طيبا وهو على هذه الهيئة من أعظم الخوارق وقيل كانت على حالها لكنه سبحانه جلت قدرته دفع أذاها كما ترى في السمندر كما يشعر به قوله تعالى على إبراهيم وذلك لأن ما ذكر خلاف المعتاد فيختص بمن خص به ويبقى بالنسبة إلى غيره على الأصل لا نظرا إلى مفهوم اللقب إذ الأكثرون على عدم اعتباره وفي بعض الآثار السابقة ما يؤيده وأياما كان فهو آية عظيمة وقد يقع نظيرها لبعض صلحاء الأمة المحمدية كرامة لهم لمتابعتهم النبي الحبيب A وما يشاهد من وقوعه لبعض المنتسبين إلى حضرة الولي الكامل الشيخ أحد الرفاعي قدس سره من الفسقة الذين الذين كادوا يكونون لكثرة فسقهم كفار فقيل إنه باب من السحر المختلف في كفر فاعله وقتله فإن لهم أسماء مجهولة المعنى يتلونها عند دخول النار والضرب بالسلاح ولا يبعد أن تكون كفرا وإن كان معها ما لا كفر فيه وقد ذكر بعضهم أنهم يقولون عند ذلك تلسف هيف هيف أعوذ بكلمات الله تعالى التامة من شر ما خلق أقسمت عليك يا أيتها النار أو أيها السلاح بحق حي حلي ونور سبحي ومحمد A أن لا تضري أو لا تضر غلام الطريقة ولم يكن ذلك في زمان الشيخ الرفاعي قدس سره العزيز فقد كان أكثر الناس اتباعا للسنة وأشدهم تجنبا عن مظان البدعة وكان أصحابه سالكين مسلكه متشبثين بذيل اتباعه قدس سره ثم طرأ على بعض المنتسبين إليه ما طرأ قال في العبر : قد كثر الزغل في أصحاب الشيخ قدس سره وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التاتار العراق من دخول النيران وركوب السبع واللعب بالحيات وهذا لا يعرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه فنعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم انتهى .
والحق أن قراءة شيء ما عندهم ليست شرطا لعدم التأثر بالدخول في النار ونحوه فكثير منهم من ينادي إذا أوقدت له النار وضربت الدفوف يا شيخ أحمد يا رفاعي أو يا شيخ فلان لشيخ أخذ منه الطريق ويدخل النار ولا يتأثر من دون تلاوة شيء أصلا والأكثر إذا قرأ الأسماء على النار ولم تضرب له الدفوف ولم يحصل