من القرون أو من مفعول أهلكنا أي أهلكناهم وهم في حال امن وتقلب في ديارهم واختار في البحر كونه حالا من الضمير في لهم مؤكدا للانكار والعامل فيه يهد أي أفلم يهد للمشركين حال كونهم ماشين في مساكن من اهلكنا من القرون السلفة من اصحاب الحجر وثمود وقوم لوط مشاهدين لآثار هلاكهم إذا سافروا إلى الشام وغيره وتوهم بعضهم أن الجملة في موضع الصفة للقرون وليس كذلك وقرأ ابن السميقع يمشون بالتشديد والبناء للمفعول أي يمكنون في المشي ان في ذلك تعليل للانكار وتقرير للهداية مع عدم اهتدائهم وذلك اشارة إلى مضمون قوله تعالى كم اهلكنا الخ وما فيه من معنى البعد للاشعار ببعد منزلته وعلو شأنه في بابه .
لايات كثيرة عظيمة ظاهرات الدلالة على الحق وجوز أن تكون كلمة في تجريدية كما قيل في قوله D لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لاولى النهى .
128 .
- أي لذوي العقول الناهية عن القبائح التي من اقبحها ما يتعاطاه هؤلاء المنكر بآيات الله تعالى والتعامي عنها وغير ذلك من فنون المعاصي .
ولو لا كلمة سبقت من ربك كلام مستأنف سيق لبيان حكمة عدم وقوع ما يشعر به قوله تعالى أفلم يهد لهم الآية من أن يصيبهم مثل ما اصاب القرون المهلكة والكلمة السابقة هي العدة بتأخير عذاب الاستئصال عن هذه الامة إما اكراما للنبي صلى الله عليه وسلّم كما يشعر به التعرض لعنوان الربوبية مع الأضافة إلى ضميره صلى الله تعالى عليهالسلام قوله تعالى وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم أو لأن من نسلهم من يؤمن أو لحكمة اخرى الله تعالى أعلم بها أي لو لا الكلمة السابقة والعدة بتأخير العذاب لكان أي عقاب جناياتهم لزاما أي لازما لهؤلاء الكفرة بحيث لا يتأخر عن جناياتهم ساعة لزوم ما نزل باضرابهم من القرون السالفة واللزام إما مصدر لازم كالخصام وصف به للمبالغة أو اسم آلة كحزام وركاب والوصف به للمبالغة أيضا كلزاز خصم بمعنى ملح على خصمه .
وجوز أبو البقاء كونه جمع لازم كقيام جمع قائم وهو خلاف الظاهر واجل مسمى .
129 .
- عطف على كلمة كما أخرج ابن ابي حاتم عن قتادة والسدى أي لو لا العدة بتأخير عذابهم والأجل المسمى لاعمارهم لما تأخر عذابهم اصلا وفصله عما عطف عليه للمسارعة إلى بيان جواب لو لا والأشعار باستقلال كل منهما بنفي لزوم العذاب ومراعاة فواصل الآى الكريمة وقيل : أي ولو لا اجل مسمى لعذابهم وهو يوم القيامة .
وتعقب بأنه يتحد حينئذ بالكلمة السابقة فلا يصح ادراج استقلال كل منهما بالنفي في عداد نكت الفصل وأجيب بأنه لا يلزم من تأخير العذاب عن الدنيا أن يكون له وقت لا يتأخر عنه ولا يتخلف فلا مانع من الأستقلال وأخراج ابن منذر عن مجاهد أن الأجل المسمى هي كلمة التي سبقت وقيل : الأجل المسمى للعذاب هو يوم بدر وتعقب بأنه ينافي كون الكلمة هي العدة بتأخير عذاب هذه الأمة وأجيب بأن المراد من ذلك العذاب هو عذاب الاستئصال ولم يقع يوم بدر وجوز الزمخشري كون العطف على المستكن في كان العائد إلى الأخذ العاجل المفهوم من السياق تنزيلا للفصل بالخبر منزلة التاكيد أي لكان الاخذ العاجل والأجل المسمى لا زمين لهم كدأب عاد وثمود واضرابهم ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل وانت تعلم أن هذا لا يتسنى إذا كان لزاما اسم إلة للزوم التثنية حينئذ فاصبر على ما يقولون أي إذا كان الأمر على ما ذكر من أن