ابن زيد وجماعة أن المعنى لم نجد له عزما على الذنب فانه عليه السلام اخطأ ولم يتعمد وهو قول من قال : أن النسيان على حقيقتهوجاء عن ابن عباس ما يقتضيه فقد أخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عنه قال قال لى عمر رضى الله تعالى عنه إن صاحبكم هذا يعني علي ابن ابي طالب كرم الله تعالى وجهه أن ولى زهد ولكني اخشى عجب نفسه أن يذهب به قلت : يا أمير المؤمنين أن صاحبنا من قد علمت والله مانقول : أنه غير ولابدل ولااسخط رسول الله صلى الله عليه وسلّم ايام صحبته فقال ولا في بنت ابي جهل وهو يريد أن يخطبها على فاطمة قلت قال الله تعالى في معصية مادم عليه السلام ولم نجد له عزما فصاحبنا لم يعزم على اسخاط رسول الله A ولكن الخواطر التي لايقدر أحد دفعها عن نفسه وربما كانت من الفقيه في دين الله تعالى العالم بامر الله سبحانه فاذا نبه عليها رجع وأناب فقال : يا ابن عباس من ظن أنه يرد بحور كم فيغوص فيها معكم حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزا لكن لايخفى عليك أن هذا التفسير غير متبادر ولاكثير المناسبة للمقام وحاصل لم نجد الخ عليه أنه نسى فيتكرر مع ماقبله .
ثم أن لم نجد أن كان من الوجود العلمى فله عز ما مفعولا مقدم الثاني على الأول لكونه ظرفا وإن كان من الوجود المقابل للعدم كما اختاره بعضهم فله متعلق به قدم على مفعوله لما مر غير مرة أو بمحذوف وقع حالا من مفعوله المنكر والمعنى على هذا ولم نصادف له عزما وإذ قلنا للملئكة اسخدوا لآدم شروع في بيان المعهود وكيفية ظهور نسيانه وفقدان عزمه وإذ منصوب على المفعولية بمضمر خوطب به النبي A أي واذكر وقت قولنا للملائكة الخ قيل : وهو معطوف على مقدر أي اذكر هذا واذكر إذ قلنا أو من عطف القصة على القصة وأيا ما كان فالمراد اذكر ما وقع في ذلك الوقت منا ومنه حتى يتبن لك نسيانه وفقدان عزمه فسجدوا إلا ابليس قد مر الكلام فيه مرارا أبى .
116 .
- جملة مستانفة وقعت جوابا عن سؤال نشأ عن الأخبار بعدم سجوده كأنه قيل : فما باله لم يسجد فقل : أبى والاباء الامتناع أو شدته ومفعوله إما محذوف أي أبى السجود كما في قوله تعالى أبى أن يكون مع الساجدين أو غير منوى رأسا بتنزيله منزلة اللازم أي فعل الاباء واظهره فقلنا عقيب ذلك اعتناء بنصح إدم عليه السلام يا إدم إن هذا الذي رأيت منه ما رأيت عدو لك ولزوجك أعيد اللام لأنه لايعطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار عند الجمهور وقيل : أعيد للدلالة على أن عداوة اللعين للزوجة اصالة لاتبعا وهو على القول بعدم لزوم اعادة الجار في مثله كما ذهب اليه ابن مالك ظاهر وأما على القول باللزوم فقد قيل في توجيهه إن كون الشئ لازما بحسب القاعدة النحوية لاينافى قصد افادة ما يقتضيه المقام .
وقد صرح السيد السند في شرح المفتاح في توجيه جعل صاحب المفتاح تنكير التمييز في قوله تعالى : واشتعل الرأس شيبا لافادة المبالغة بما يرشد إلى ذلك ولايخفى ما في التعبير بزوجك دون حواء من مزيد التنفير والتحذير منه واختلف في سبب العداوة فقيل مجرد الحسد وهو لعنه الله تعالى ولعن اتباعه أول من حسد وقيل : كونه شيخا جاهلا وكون آدم عليه السلام شابا عالما والشيخ الجاهل يكون ابدا عدوا للشاب العالم بل الجاهل مطلقا عدو للعالم كذلك كما قيل .
والجاهلون لأهل العلم اعداء .
وقيل : تنافى الأصلين فان