في شئ إلا العلم وأخرج الترمذي : وابن ماجه عن ابي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : اللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما والحمد لله على كل حال .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابن مسعود أنه كان يدعو اللهم زدنى إيمانا وفقها ويقينا وعلما وما هذا إلا لزيادة فضل العلم وفضله اظهر من أن يذكر نسأل الله تعالى أن يرزقنا الزيادة فيه ويوفقنا للعمل بما يقتضيه ولقد عهدنا إلى إدم كأنه لما مدح سبحانه القرإن وحرض على استعمال التؤدة والرفق في اخذه وعهد على العزيمة بامره وترك النسيان فيه ضرب حديث إدم مثلا للنسيان وترك العزيمة .
وذكر ابن عطية أن في ذلك مزيد تحذير للنبي A عن العجلة وعدم التؤدة لئلا يقع فيما لا ينبغي كما وقع إدم عليه السلام فالكلام متعلق بقوله تعالى ولا تعجل بالقرإن الخ وقال الزمخشري : هو عطف على صرفنا عطف القصة على القصة والتخالف فيه انشاء وخبرية لا يضر مع أن المقصود بالعطف جواب القسم وحاصل المعنى عليه صرفنا الوعيد وكررناه لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا لكنهم لم يلتفتوا لذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم إلى الوعيد ونسى العهد اليه والفائدة في ذلك الأشارة إلى أن مخالفتهم شنشنة اخزمية وأن أساس أمرهم ذلك وعرقهم راسخ فيه وحكى نحو هذا عن الطبري .
وتعقبه ابن عطية بأنه ضعيف لما فيه من الغضاضة من مقام آدم عليه السلام حيث جعلت قصته مثلا للجاحدين لآيات الله تعالى وهو عليه السلام إنما وقع منه ما وقع بتأويل انتهى والأنصاف يقضي بحسنه فلا تلتفت إلى ما قيل : إن فيه نظرا وقال أبو مسلم : أنه عطف على قوله تعالى كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وليس بذاك نعم فيه مع ما تقدم انجاز الموعود في تلك الآية واستظهر ابن عطية فيه أحد امرين التعلق بلا تعجل وكونه ابتداء كلام لا تعلق له بما قبله وهذا الأخير وإن قدمه في كلامه ناشئ من ضيق العطن كما لا يخفى والعهد الوصية يقال عهد اليه الملك ووغر اليه وعزم عليه وتقدم اليه إذا أمره ووصاه والمعهود محذوف يدل عليه ما بعده واللام واقعة في جواب قسم محذوف أي واقسم بالله لقد أمرناه ووصيناه من قبل أي من قبل هذا الزمان وقيل : أي من قبل وجود هؤلاء المخالفين .
وعن الحسن أي من قبل إنزال القرآن وقيل : أي من قبل أن يأكل من الشجرة فنسى العهد ولم يهتم به ولم يشتغل بحفظه حتى غفل عنه والعتاب جاء من ترك الأهتمام ومثله عليه السلام يعاقب على مثل ذلك وعن ابن عباس والحسن أن المراد فترك ما وصى به من الأحتراس عن الشجرة وأكل ثمرتها فالنسيان مجاز عن ترك والفاء للتعقيب وهو عرفي وقيل : فصيحة أي لم يهتم به فنسى والمفعول محذوف وهو ما أشرنا اليه وقيل : المنسى الوعيد بخروج الجنة إن أكل وقيل قوله تعالى : إن هذا عدو لك ولزوجك وقيل : الأستدلال على أن النهى عن الجنس دون الشخص والظاهر ما اشرنا اليه .
وقرأ اليماني والأعمش فنسى بضم النون متشديد السين أي نساه الشيطان ولم نجد له عزما .
115 .
- تصميم رأى وثبات قدم في الأمور وهذا جار على القولين في النسيان نعم قيل : أنه انسب بالثاني واوفق بسياق الآية على ما ذكرنا اولا وروى جماعة عن ابن عباس وقتادة أن المعنى لم تجد له صبرا عن أكل الشجرة وعن