في مقابلة وهو مؤمن فيما بعد انتهى قال صاحب الكشف : الظاهر مع الزمخشري والتقابل المعنوي كاف فان الاعتراض لا يتقاعد عن الحال انتهى .
وأنت تعلم أن تفسير الظلم بالشرك مما لا يختص بتفسير الوجوه بالاشراف وجعل الجملة حالا بل يكون على الوجه الأول أيضا بناء على أن المراد بالمجرمين الكفار وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنه أنه قال في قوله تعالى : وقد خاب الخ خسر من أشرك بالله تعالى ولم يتب وقال غير واحد : الظاهر أن أل للاستغراق أي خضعت واستسلمت جميع الوجوه وقوله تعالى وقد خاب الخ يحتمل الاستئناف والحالية والمراد بالموصول إما المشركون وإما ما يعمهم وغيرهم من العصاة وخيبة كل حامل بقدر ما حمل من الظلم فخيبة المشرك دائمة وخيبة المؤمن العاصي مقيدة بوقت العقوبة إن عوقب وقد تقدم لك المعنى الحي القيوم في آية الكرسي والظاهر أن قوله تعالى ومن يعمل من الصالحات قسيم لقوله سبحانه وعنت الوجوه إلى آخر ما تقدم ولقوله D وقد خاب من حمل ظلما على هذا كما صرح به ابن عطية وغيره أي ومن يعمل من بعض الصالحات أو بعضا من الصالحات وهو مؤمن أي بما يجب الأيمان به والجملة في موضع الحال والتقييد ذلك لأن الأيمان شرط في صحة الطاعات وقبول الحسنات فلا يخاف ظلما أي منع ثوب مستحق بموجب الوعد ولا هضما .
112 .
- ولا منع بعض منه تقول العرب هضمت حقي أي نقصت منه ومنه هضيم الكشحين أي ضامرهما وهضم الطعام تلاشى في المعدة روى عن ابن عباس ومجاهد وقتادة أن المعنى فلا يخاف أن يظلم فيزداد في سيآته ولا أن يهضم فينقص من حسناته والأول مروى عن زيد وقيل الكلام على حذف مضاف أي فلا يخاف جزاء ظلم وهضم إذ لم يصدر عنه ظلم ولا هضم حق أحد حتى يخاف ذلك أو أنه اريد من الظلم والهضم جزاؤهما مجازا ولعل المراد على ما قيل نفي الخوف عنه من ذلك من حيث إيمانه وعمله بعض الصالحات ويتضمن ذلك نفي أن يكون العمل الصالح مع الأيمان ظلما أو هضما .
وقيل : المراد أن من يعمل ذلك وهو مؤمن هذا شأنه لصون الله تعالى إياه عن الظلم أو الهضم ولانه لا يعتد بالعمل الصالح معه فلا يرد ما قيل أنه لايلزم من الأيمان وبعض العمل أن لا يظلم غيره ويهضم حقه ولا يخفى عليك أن القول بحذف المضاف والتجوز في هذه الآية في غاية البعد وما قيل من الاعتراض قوى وما أجيب به كما ترى ثم أن ظاهر كلام الجوهري أنه لا فرق بين الظلم والهضم وظاهرة الآية قاض بالفرق وكذا قول المتوكل الليثي : أن الاذلة واللئام لمعشر مولاهم المتهضم المظلوم وممن صرح به الماوردي حيث قال الفرق بينهما أن الظلم منع الحق كله والهضم منع بعضه وقرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد فلا يخف على النهي قال الطيبي قراءة الجمهور توافق قوله تعالى : وقد خاب الخ من حيث الأخبار وابلغ من القراءة الاخرى من حيث الأستمرار والاخرى ابلغ من حيث انها لا تقبل التردد في الأخبار .
وكذلك عطف على كذلك نقص والأشارة إلى انزال ما سبق من الآيات المتضمنة للوعيد المنبئة عما سيقع من احوال القيامة واهوالها أي مثل ذلك الأنزال انزلناه أي القرآن كله وهو تشبيه