بمقدر متعلق باذن وفي البحر أن اللام للتعليل وكذا في قوله تعالى ورضى له قولا .
109 .
- أي ورضى لأجله قول الشافع وفي شأنه أو رضى قول الشافع لأجله وقي شأنه فالمراد بالقول على التقديرين قول الشافع وجوز فيه أيضا أن لا يكون للتعليل والمعنى رضى قولا كائنا له فالمراد بالقول قول المشفوع وهو على ما روى عن ابن عباس لا إله إلا الله وحاصل المعنى عليه لا تنفع الشفاعة احدا إلا من أذن الرحمن في أن يشفع له وكان مؤمنا والمراد على كل تقدير أنه لا تنفع الشفاعة احدا إلا من ذكر وأما من عداه فلا تكاد تنفعه وان فرض صدورها عن الشفعاء المتصدين للشفاعة للشفاعة للناس كقوله تعالى : فما تنفعهم شفاعة الشافعين .
وجوز في البحر والدر المصون أن لا يقدر مفعول لتنفع تنزيلا له منزلة اللازم والاستثناء من شفاعة ومن في محل رفع على البدلية منها بتقدير مضاف أو في محل نصب على الأستئناء بتقديره أيضا أي إلاشفاعة من أذن الخ ومن عبارة عن الشافع والاستثناء متصل ويجوز أن يكون منقطعا إذا لم يقدر شئ ومحل من حينئذ نصب على لغة الحجاز ورفع على لغة تميم واعتراض كون الأستثناء من الشفاعة على تقدير المضاف بأن حكم الشفاعة ممن لم يؤذن له أن يملكها ولا تصدر عنه اصلا ومعنى لا يقبل منها شفاعةلا يؤذن لها فيها لا انها لا تقبل بعد وقوعها فالأخبار عنها بمجرد عدم نفعها للمشفوع له ربما يوهم إمكان صدورها حين لم ياذن له مع اخلاله بمقتضى مقام تهويل اليوم .
يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم الظاهر أن ضمير الجمع عائد على الخلق المحشورين وهم متبعو الداعي وقيل : على الناس لا بقيد الحشر والأتباع وقيل : على الملائكة عليهم السلام وهو خلاف الظاهر جدا والمراد من الموصولين على ما قيل ما تقدمهم من الأحوال وما بعدهم مما يستقبلونه أو بالعكس أو أمور الدنيا وأمور الآخرة أو بالعكس أو ما يدركونه وما لا يدركونه وقد مر الكلام في ذلك .
ولا يحيطون به علما .
110 .
- أي لا يحيط علمهم بمعلوماته تعالى فعلما تمييز محول عن الفاعل وضمير به لله تعالى والكلام على تقدير مضاف وقيل : المراد لا يحيط علمهم بذاته سبحانه أي من حيث اتصافه بصفات الكمال التي من جملتها العلم الشامل ويقتضي صحة أن يقال : علمت الله تعالى إذ المنفي العلم على طريق الاحاطة .
وقال الجبائي : الضمير لمجموع الموصولين فانهم لا يعلمون جميع ما ذكر ولا تفصيل ما علموا منه وجوز أن يكون لاحد الموصولين لا على التعيين .
وعنت الوجوه للحى القيوم أي ذلت وخضعت خضوع العناة أي الاساري والمراد بالوجوه إما الذوات وإما الأعضاء المعلومة وتخصيصها بالذكر لأنها اشرف الأعضاء الظاهرة واثار الذل أول ما تظهر فيها وأل فيها للعهد أو عوض عن المضاف اليه أي وجوه المجرمين فتكون الآية نظير قوله تعالى سيئت وجوه الذين كفروا واختار ذلك الزمخشري وجعل قوله تعالى : وقد خاب من حمل ظلما .
111 .
- اعتراضا ووضع الموصول موضع ضميرهم ليكون ابلغ وقيل : الوجوه الأشراف أي عظماء الكفرة لأن المقام مقام الهيبة ولصوق الذلة بهم أولى والظلم الشرك وجملة وقد خاب الخ حال والرابط الواو لا معترضة لانها