ذلك باظهار مثله غير مقرون بالدعوى أو نحو ذلك أو جعل المدعى بحيث لا يقدم على فعل ذلك الخارق بذلك السبب بأن يسلب قوة التاثير أو نحو ذلك لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وتكون له D الحجة البالغة وجوزوا ظهور الخارق لا عن سبب خفى على يد مدعى الالوهية لأن كذبه ظاهر عقلا ونقلا ولا تتوقف اقامة الحجة على تكذيبه بنحو ما تقدم وبان ما ذكر من بعد الكفر والاضلال من السامري بعد أن عرف نبوة موسى عليه السلام في غاية السقوط فقد قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم وليس كفر السامري بابعد من كفر فرعون وقد رأى ما رأى ويرد على ما ذكره أبو مسلم مع مخالفته للماثور عن خير القرون مما لا يقال مثله من قبل الرأى فله حكم المرفوع أن التعبير عن موسى عليه السلام بلفظ الغائب بعيد وارادة وقد كنت قبضت قبضة الخ من النظم الكريم ابعد وان نبذ ما عرف أنه ليس بحق لايعد من تسويل النفس في شئ فلا يناسب ختم جوابه بذلك فزعم أن ما ذكره اقرب إلى التحقيق باطل عند ارباب التدقيق .
وزعمت اليهود أن ما القاه السامري كان قطعه من الحلي منقوشا عليها بعض الطلسمات وكان يعقوب عليه السلام قد علقها في عنق يوسف عليه السلام إذ كان صغيرا كما يعلق الناس اليوم في اعناق اطفالهم التمائم وربما تكون من الفضة منقوشا عليها شئ من الآيات أو الأسماء أو الطلسمات وقد ظفر بها من حيث ظفر فنبذها مع حلي بني اسرائيل فكان ما كان لخاصية ما نقش عليها فيكون على هذا قد اراد بالرسول رسول بني اسرائيل في مصر من قبل وهو يوسف عليه السلام ولم يجئ عندنا خبر صحيح ولاضعيف بل ولا موضوع فيما زعموا نعم جاء عندنا أن يعقوب كان قد جعل القميص المتوارث في تعويذ وعلقه في عنق يوسف عليه السلام .
وفسر بعضهم بذلك قوله تعالى اذهبوا بقميصى هذا الخ وما اغفل أولئك البهت عن زعم أن الاثر هو ذلك القميص فانه قد عهد منه ماتقدم في احسن القصص في قوله تعالى اذهبوا بقميصى هذا فالقوه على وجه أبى يات بصيرا فبين معافاة المبتلي وحياة الجماد مناسبة كلية فهذا الكذب لو ارتكبوه لربما كان اروج قبولا عند امثال الأصبهاني الذين ينبذون ما روى عن الصحابة مما لا يقال مثله بالرأى وراء ظهورهم نعوذ بالله تعالى من الضلال .
قال استئناف كما مر غير مرة أي قال موسى عليه السلام إذا كان الأمر كما ذكرت فاذهب أي من بين الناس وقوله تعالى فأن لك في الحيوة إلى اخرة تعليل بمووجب الأمر و في متعلق باستقرار العامل في لك أي ثابت لك في الحياة أو بمحذوف وقع حالا من الكاف والعامل معنى الأستقرار والمذكور أيضا لاعتماده على ما هو مبتدأ معنى اعني قوله تعالى ان تقول لا مساس ولم يجوز تعلقه بتقول لمكان انا وقد تقدم آنفا عذر من يعلق الظرف المتقدم بما بعدها ولا يظهر ما يشفى الخاطر في وجه تعليق العلامة ابي السعود إذ في قوله تعالى ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أن لا تتبعني فيما بعد أن وعد تجويز تعليق في الحياة فيما بعدها أي إن لك مدة حياتك أن تفارق الناس مفارقة كلية لكن لا بحسب الأختيار بموجب التكليف بل بحسب الاضطرار الملجئ اليها وذلك أنه تعالى رماه بداء عقام لا يكاد يمس أحد أو يمسه أحد كائنا من كان الاحم من ساعته حمى شديدة فتحامى الناس وتحاموه وكان يصيح باقصى صوته لا مساس وحرم عليه ملاقاته ومكالمته ومؤاكلته ومبايعته وغير ذلك مما يعتاد جريانه فيما بين الناس من المعاملات