وتنسب إلى تفريق بني إسرائيل وعدم مراعاة قولك لي ووصيتك إياي وجوز أن تكون الجملة في موضع الحال من ضمير فرقت أي خشيت أن تقول فرقت بينهم غير مراع قولى أي خشيت أن تقول مجموع هذا الكلام واراد بقول موسى المضاف إلى الياء قوله عليه السلام : اخلفني في قومي واصلح الخ وحاصل اعتذاره عليه السلام إني رأيت الأصلاح في حفظ الدهماء والمداراة معهم وزجرهم على وجه لا يختل به أمر انتظامهم واجتماعهم ولا يكون سببا للومك إياي إلى أن ترجع اليهم فتكون أنت المتدارك للأمر حسبما تراه لا سيما والقوم قد استظعفوني وقربوا من أن يقتلوني كما افصح عليه السلام في آية اخرى .
وأخرج ابن المنذر عب ابن جريج ما يدل أن المراد من القول المضاف قول هرون عليه السلام وجملة لم ترقب في موضع الحال من ضمير تقول أي خشيت أن تقةل ذلك غير منتظر قولي وبيان حقيقة الحال فتأمل .
وقرأ أبو جعفر ولم ترقب بضم التاء وكسر القاف مضارع ارقب قال استئناف وقع جوابا عما نشأ من حكاية ما سلف من اعتذار القوم باسناد الفساد إلى السامرى واعتذار هرون عليه السلام كأنه قيل : لماذا صتع موسى عليه السلام بعد سماع ما حكى من الاعتذارين واستقرار اصل الفتنة السامري فقيل قال موبخا له إذا كان الأمر هذا فما خطبك يا سامرى .
95 .
- أي ما شأنك والأمر العظيم الصادر عنك وما سؤال عن السبب الباعث لذلك وتفيسر الخطب بذلك هو المشهور وفي الصحاح الخطب سبب الأمر .
وقال بعض الثقات : هو في الأصل مصدر خطب الأمر إذا طلبه فاذا قيل لمن يفعل شيئا : ما خطبك فمعناه ما طلبك له وشاع في الشأن والأمر العظيم لأنه يطلب ويرغب فيه واختير في الآية تفسيره بالأصل ليكون الكلام عليه ابلغ حيث لم يسأله عليه السلام عما صدر منه ولا عن سببه بل عن سبب طلبه وجعل الراغب الأصل لهذا الشاعر الخطب بمعنى التخاطب أي المراجعه في الكلام واطلق عليه لأن الأمر العظيم يكثر فيه التخاطب وجعل في الأساس الخطب بمعنى الطلب مجازا فقال : ومن المجاز فلان يخطب عمل كذا يطلبه وما خطبك ما شأنك الذي تخطبه وفرق ابن عطيه بين الخطب والشأن بأن الخطب يقتضي انتهار ويستعمل في المكارح دون الشأن ثم قال فكانه قيل ما نحسك وما شؤمك وما هذا الخطب الذي جاء منك انتهى .
وليس ذلك بمطرد فقد قال ابراهيم عليه السلام للملائكة عليهم السلام : فما خطبكم ايها المرسلون ولا يتإتى فيه ما ذكر .
وزعم بعض من جعل اشتقاقه من الخطب أن المعنى ما حملك على أن خاطبت بني إسرائيل بما خاطبت .
وفعلت معهم ما فعلت وليس بشئ وخطابه عليه السلام إياه بذلك ليظهر للناس بطلان كيده باعترافه ويفعل به وبما أخرجه ما يكون نكالا للمفتونين ولمن خلفهم من الأمم .
قال أي السامري مجيبا له عليه السلام بصرت بما لم يبصروا به بضم الصاد فيهما أي علمت ما لم يعلمه القوم وفطنت لما لم يفطنوا له قال الزجاج يقال : بصر بالشئ إذا علمه وابصر إذا نظر وقيل : بصره وابصره بمعنى واحد وقال الراغب : البصر يقال : للجارحة الناظرة وللقوة التي فيها ويقال : لقوة القلب المدركة بصيرة وبصر ويقال من الأول ابصرت ومن الثاني ابصرته وبصرت به وقلما يقال : بصرت في الحاسة إذا لم يضامه رؤية القلب اه